بالرغم من ان ملف الإيرادات والنفقات في
العراق بمختلف المؤسسات الحكومية، يعد ملفًا مليئا بالاسرار، خصوصا مع غياب النظام المحاسبي الموحد وغياب الحسابات الختامية منذ اكثر من عقد، لكن امانة
بغداد تعد بمثابة "مثلث برمودا"
العراق على صعيد ملف الإيرادات والجبايات والأداء.
بصمات الامانة على "جثة بغداد".. سنوات من الاهمال وراء تهالك العاصمة
لسنوات طويلة، كانت أمانة
بغداد المتهم الأول بحجم السوء والتردي الذي وصلت اليه العاصمة
بغداد في تراكم النفايات وتهالك الشوارع والبنى التحتية للمناطق السكنية، والتجاوزات وتجريف المساحات
الخضراء وشبهات تحويل جنس الأراضي وتقطيعها، غير أن الأمانة دائما ما كانت تتحجج بضعف التخصيصات المالية للمشاريع، بالرغم من أن التقديرات عن ما تجبيه من
اموال قد تعادل 10 اضعاف حصتها من الموازنة، دون أن يعلم احد عنها شيء.
اموال من الاكشاك واجازات البناء والمدن الصناعية والكراجات.. 10 ابواب جبايات مختلفة
تتنوع ابواب الجبايات التي تستحصلها أمانة
بغداد وقد تفوق الـ10 أبواب مختلفة، بين جبايات اجازات البناء وجبايات التنظيف واللافتات الدعائية والايجارات التي تستحصلها من المحال التجارية والمدن الصناعية وتأجير الاكشاك والكراجات والمتنزهات وغيرها الكثير من ابواب الجبايات، المنتظمة وغير المنتظمة.
99% من اجازات البناء تتم بـ"الرشوة".. ايرادات الامانة لـ"جيوب الموظفين"
وتختلف التقديرات عن حجم هذه الجبايات ومبالغها، نتيجة السرية التي تحيط بهذا الملف، فضلًا عن ابواب الفساد التي تجعل معظم هذه الجبايات لا تصل اساسًا الى خزينة الدولة ويتم تقاسمها بين الموظفين والمسؤولين، وهذا ما تحدث عنه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بشكل علني وقاطع امام مسؤولي الامانة، عندما قال إن 99% من اجازات البناء يؤخذ عليها رشوة من قبل الموظفين.
بدلا من دفع الاموال الى خزينة الدولة.. ادفع نصفها لجيب موظف الامانة!
فضلًا عن ذلك، فأنه من المعروف ان عمليات بيع وشراء الاراضي والعقارات لا تتم الا بدفع رشاوى لموظفي الامانة خصوصا في عملية الكشف على العقار، فالبيت الذي تبلغ مخالفته نتيجة شطر المنزل الى اكثر من مشتمل على سبيل المثال حوالي 7 ملايين دينار عراقي، يقوم موظف الامانة باخذ نصف المبلغ مقابل التلاعب بتقرير الكشف واعفاء صاحب المنزل من دفع المخالفة بطريقة اصولية لتذهب الى خزينة الدولة.
تقديرات نيابية.. 600 مليار دينار سنويا جباية امانة بغداد 75% منها "مجهولة المصير"
تشير تقديرات نيابية الى ان حجم جباية امانة
بغداد سنويًا يصل الى 600 مليار دينار، لكن لا يصل منها الى خزينة الدولة سوى 150 مليار دينار فقط، اي ان 25% فقط تذهب الى خزينة الدولة، و75% من الايرادات والجبايات مجهولة المصير.
تقديرات غير رسمية.. ايرادات بحوالي 10 تريليونات تعادل 10 اضعاف موازنة محافظة بغداد
لكن تقديرات اخرى غير رسمية وفق حسابات اقتصاديين ومختصين تشير الى ان جبايات امانة
بغداد السنوية قد تصل بين 8 الى 10 تريليون دينار، بالمقابل بلغت تخصيصات محافظة
بغداد في الموازنة اكثر من تريليون دينار معظمها تذهب الى امانة
بغداد وجزء بسيط الى ادارة المحافظة، ما يعني ان جبايات الامانة لوحدها تعادل موازنة وزارة الكهرباء بل وتعادل 10 اضعاف تخصيصات امانة
بغداد بالكامل.
بحر اموال وحكومة خدمات ولكن.. مناطق العاصمة "تبحث عن خدمات الامانة"!
ووسط هذا البحر من الأموال التي تحصل عليها الامانة من الموازنة او من الجبايات السنوية، وفي ظل حكومة وضعت في اولوياتها ملف الخدمات على رأس القائمة، لا تزال الكثير من مناطق العاصمة
بغداد تشكو وتتظاهر من غياب الخدمات والبنى التحتية مثل المياه والكهرباء الاصولية وتبليط الشوارع والتصريف الصحي.
الجهد الخدمي يد مساعدة.. ما دور امانة بغداد اذن ؟!
رغم ذلك، تذهب مشاريع اعادة تأهيل البنى التحتية لاماكن مؤهلة مسبقًا اساسًا حيث يتم قشط التبليط وقلع الارصفة واعادتها من جديد، وبينما تشهد العديد من المناطق بالفعل اعمال تأهيل، من الضروري الالتفات الى ادخال الجهد الخدمي الهندسي بموازنته الخاصة خلال الحكومة الحالية في تنفيذ اعمال البنى التحتية والخدمات، فبغياب الجهد الخدمي ربما سيكون تماهل امانة
بغداد مشابها للسنوات الماضية.
هذا التقرير من ضمن برنامج "حصاد السومرية" من تقديم ورود الموزاني وإعداد غرفة أخبار "السومرية"، يُعرض كلّ جمعة السّاعة 8:30 مساءً. لمشاهدة الحلقة كاملة، انقر
هنا.