وتوغلت الشركة في الوزارة لتحصل على العقود من خلال الاجتماعات المغلقة والبعيدة عن الإعلام لكي يكون الخاسر الأكبر من هذه المعادلة هو العراق، بظل الخروقات والمخالفات التي تتضمنها تفاصيل العقود المبرمة بحسب مراقبين.
*الاستجواب
تنتظر
لجنة النقل والاتصالات موافقة رئاسة
البرلمان وتحديد موعد استجواب وزيرة الاتصالات هيام الياسري بحسب رئيسة اللجنة
زهرة البجاري.
وتقول البجاري في حديث للسومرية نيوز، ان "إجابات الوزيرة خلال الاستجواب السابق لم تكن مقنعة ونعمل على إيجاد إجابات مقنعة للعديد من التساؤلات المبهمة المسجلة على الوزارة لتحديد التصويت على اقالتها او استمرارها بالمنصب".
وتابعت، ان "ملف شركة IQ هو أحد الملفات العديدة المسجلة ضد الوزارة وستناقش خلال الاستجواب القادم"، مشيرة الى ان "التعاقد مع الشركة لمدة 10 سنوات قد تم بطريقة سرية دون الإعلان عنه لإتاحة الفرصة للمنافسة من الشركات الأخرى، هذا ما يثير العديد من الشبهات".
وأضافت، ان "تعاقدات الوزارة تسببت بخسائر الدولة العراقية للمليارات، وخاصة ملحق عقد رقم 3 مع شركة FTTH، بالإضافة الى التنازل عن ضريبة المبيعات للشركات العاملة".
* خسارة المليارات
وسجلت الوزارة خسائر كبيرة لخزينة الدولة بدل رفدها بالتزامن مع برنامج الحكومة الساعي لتقليل الاعتماد على صادرات النفط، وهذا ما يؤكده المحلل السياسي، غالب الدعمي: ان "واردات وزارة الاتصالات انخفضت بنسبة كبيرة خلال بسبب سياسة الوزيرة الحالية هيام الياسري، فيما أشار الى ان التعاقد مع شركة IQ متهمة بسرقة وتهريب سعات الانترنيت سابقة خطيرة.
وقال الدعمي في حوار متلفز: ان "الوزيرة وضعت هذه الشركة في قائمة العقوبات، وبعدها تفاوضت مع الشركة وتعاقدت معها"، مشيرا الى ان "ابرام العقد مع هذه الشركة يثير العديد من التساؤلات والشبهات".
*تسهيلات خيالية
أصدرت وزارة الاتصالات قرارات لا تتناسب مع حجم الخسارة التي تقدر بـ 990 مليار دينار ضد شركة IQ بعد ثبوت تهريبها الأنترنيت لأكثر من عامين، ومن ضمن هذه القرارات هو مصادرة أجهزتها تغريم مبلغ 10 % عن كل يوم تأخير، والغريب ان الشركة امتنعت عن دفع هذه الغرامات البسيطة بالمقارنة مع الأموال التي خسرها البلد جراء التعاقد مع هذه الشركة.
*كارثة التعاقد!
الى ذلك اتجهت عضو مجلس النواب حنان الفتلاوي الى مقاضاة الوزيرة لتضليلها الرأي العام وهدر أموال الدولة بعد نشرها وثيقة تثبت تعاقد الوزيرة مع شركة IQ مرة أخرى وايفاد مهندسين وموظفين الى موقع الشركة في تركيا لإتمام التعاقدات بحسب ما كشفته رئيس حركة إرادة، حنان الفتلاوي، بأن وزيرة الاتصالات تعاقدت من جديد مع شركة تهرب سعات الإنترنت بخسارة نحو 991 مليار دينار.
وقالت الفتلاوي، عبر منصة (إكس): "كارثة الكوارث.. شركة يتم ضبطها متلبسة في كركوك تهرّب سعات الإنترنت لأكثر من سنتين وتقوم وزارة الاتصالات بتضمينها مبلغ الخسارة ويقدر بـ(991) مليار دينار ومصادرة الأجهزة فترفض الدفع؛ لتقوم الوزارة بتغريمها 10٪ عن كل يوم تأخير بالدفع ولا تدفع".
وأضافت: "نتفاجأ بأن تقوم وزيرة الاتصالات بالتعاقد معها بعقد جديد لتمرير الترانزيت لعشر سنوات قادمة .
*فساد التعاقدات
ويثبت تكرار تعاقد الوزارة مع شركة IQ حجم الفساد واستغلال غياب المحاسبة والمراقبة على التعاقدات التي تبرم في الوزارات، بحسب، محلل سياسي علي الحبيب الذي يؤكد ان الشركة عبارة عن كيان تجاري محمي بالعلاقات الحكومية المتشعبة ولا ساس لها من الخدمة.
ويقول الحبيب في حديث للسومرية نيوز، ان "هذه التعاقدات تتم بالنظر الى وجود تضارب مصالح بين القطاع العام والخاص، واستغلال ضعف القوانين الت تحمي أموال البلد".
وتابع، ان "التعاقد مع الشركات الفاسدة لتعليل موضوعة احتكار السوق وغياب البدائل، حيث تتم هذه التعاقدات بطرق غير معلنة وبغرف مغلقة من خلال اجتماعات مصالح على حساب هدر المال العام وسرقة أموال الدولة".