3 سنوات باهتة وعام اخير متكاسل.. برلمان بلا دور ومكبل سياسيا

البرلمان يعيش عامه الاخير..اختتام دورة متماهلة بعام انتخابات متكاسل

3 سنوات تشريعية اختتمها البرلمان العراقي في دورته الخامسة الحالية، ولم يتبقى له سوى عام واحد، لكن العام الأخير دائما ما يكون "عام التكاسل" لكون القوى السياسية والنواب سيكونون منشغلين في التحضير للدورة المقبلة والانتخابات الجديدة.

اكثر الدورات اهمالا واقلها انجازا
لكن هذه السنوات الثلاث سجلت نشاطا جعل الدورة الحالية للبرلمان واحدة من اكثر الدورات اهمالًا، واقلها إنجازا ربما، حيث بدأت الدورة الحالية عامها الأول بأزمات سياسية على مشروع سياسي قاده التحالف الثلاثي لتشكيل حكومة اغلبية، واستمرت الازمة لحوالي عام قبل ان ينسحب الفائز الأكبر منه المتمثل بالتيار الصدري وإعادة ترتيب جديد لشكل البرلمان وميزان القوى بداخله، ليتم انتخاب رئيس الحكومة بنهاية 2022 وبعد مرور عام كامل على الانتخابات.

الدورة الخامسة الاكثر اهدارا للوقت.. الازمات السياسية تعيش عاما كاملا قبل حلها
تميزت الدورة البرلمانية الحالية بكونها الأكثر اهدارًا للوقت، حيث ممكن ان يهدر عاما كاملا من عمره في ازمة سياسية، فبعد ازمة مشروع حكومة الأغلبية، عاش البرلمان ازمة رئاسة البرلمان لعام كامل أيضا من أواخر 2023 وحتى أواخر 2024.

غياب الاستجوابات وتعطيل ركيزة الرقابة.. اهم سمات الدورة البرلمانية الخامسة
وبالرغم من ان البرلمان استمر بجلساته خلال هذه الازمات السنوية، لكن الأداء لم يكن كاملًا كما يفترض، وكان ابرز ما اتسمت به هذه الدورة البرلمانية، هو غياب الاستجواب والاستضافات للوزراء وكبار المسؤولين، فجميع القوى السياسية داخل البرلمان مشتركة بالحكومة وتمتلك وزراء، لذا فإن صفقات المقايضة كانت فاعلة بإيقاف اهم ركيزة في مهام البرلمان المتمثلة بالرقابة.

عقد 130 جلسة خلال 3 سنوات.. البرلمان الحالي اهمل 30% من جلساته الملزم بها
تنقسم السنة التشريعية الواحدة الى فصلين، تمتد لـ8 اشهر مع وجود عطلة تشريعية امدها 4 أشهر، وخلال الأعوام الثلاثة من عمر البرلمان انهى 6 فصول تشريعية عقد خلالها اكثر من 130 جلسة، بينما وفقا للنظام الداخلي من المفترض ان يعقد البرلمان خلال 3 سنوات تشريعية اكثر من 190 جلسة على الأقل، ما يعني ان البرلمان اهمل 30% من جلساته الملزم بها.

58 قانونا بـ3 سنوات.. معدل التشريع 19 قانونا بالسنة مقارنة بـ22 قانونا للدورة السابقة
وبذات الوقت، أنهى البرلمان تشريع 58 قانونًا، ما يعني بمعدل 19 قانونا لكل عام من اعوامه الثلاثة، بينما تمكن البرلمان السابق بدورته الرابعة من تشريع 89 قانونا خلال 4 سنوات، ما يعني معدل انجاز يبلغ أكثر من 22 قانونًا لكل عام، بالرغم من ان البرلمان السابق الممتد من 2018 الى 2021 كان قد شهد احداث اغلاق كورونا وتوقف حركة الحياة والاجتماعات بالكامل.

انفاق مستمر رغم ضعف الانتاج.. البرلمان ينفق نصف تريليون دينار مقابل 45 جلسة سنويا
وبالرغم من ضعف الإنجاز وقلة الاستجوابات والتشريعات القانونية، تستمر عملية التمويل والانفاق للبرلمان، فخلال 10 اشهر من العام الحالي انفق البرلمان 495 مليار دينار أي انه ينفق خلال عام كامل قرابة 600 مليار دينار أي اكثر من نصف تريليون، بجلسات لا تتعدى الـ45 جلسة خلال العام.

ملفات الاستجواب والقوانين المتراكمة وارادة النواب مكبلة بخطط القادة
كل هذه المؤشرات، مع شعور النواب الذين يحملون عشرات الملفات للاستجواب والقوانين المتراكمة مقابل تكبيلهم من قبل الإرادة السياسية، دفعت ببعض النواب الى المطالبة بحل البرلمان واجراء انتخابات مبكرة.

مهلة اخيرة.. جمع تواقيع لحل البرلمان في حال استمر بتعطيل دوره بالفصل التشريعي الجديد
وتوعد بعض النواب في حال استمرار تعطيل الدور التشريعي في الفصل التشريعي الجديد، سيتم جمع تواقيع للمطالبة باجراء انتخابات مبكرة وانهاء مجلس النواب الحالي الذي وصفوه بأنه "بات لا يستطيع تقديم خدمة للمواطن ولا للبلاد".

هذا التقرير من ضمن برنامج "حصاد السومرية" من تقديم ورود الموزاني وإعداد غرفة أخبار "السومرية"، يُعرض كلّ جمعة السّاعة 8:30 مساءً. لمشاهدة الحلقة كاملة، انقر هنا.