لبناني يروي مأساة رحلة النزوح ويؤكد: استقبال العراقيين أنسانا الفاجعة

ومن بين 52 نازحا وصلوا الى قضاء الدغارة التابع لمحافظة الديوانية جنوبي العراق، يروي فؤاد عاصم صاحب الـ58 عاما من سكنة مدينة بعلبك اللبنانية ما رآه من مشاهد مروعة خلال رحلة نزوحه من لبنان الى العراق مرورا بسوريا.

عاصم يروي لـ السومرية نيوز، أن المبنى السكني الذي كان يأويه رفقة عائلته تحول الى ركام بفعل القصف الإسرائيلي الوحشي الذي طال العديد من المناطق اللبنانية في بعلبك والضاحية الجنوبية لبيروت وغيرها، كما يقول أن الطيران الإسرائيلي لم يكتفِ بهذا، بل يقوم بقتل أي شخص يقوم بإسعاف المصابين المتناثرين في الطرقات التي امتزج أسفلتها بدماء الشهداء الأبرياء.

ويكمل عاصم حديثه بالقول، "عندما أصبحنا بلا مأوى وضاق بنا الحال اصطحبت ما تبقى من عائلتي من النساء والأطفال وذهبنا الى أقرب بلد لنا وهو سوريا، ولكن سوء الأوضاع المعيشية هناك وكثرة اعداد النازحين اللبنانيين الذين سبقونا هناك أدى الى تفاقم الوضع الإنساني في سوريا، فصرنا نرى النازحين نائمين في الشوارع والارصفة ناهيك عن قلة الطعام أو انعدامه".

ويتابع الحاج اللبناني حديثه، "وعندما كنا في الشام، عرض علينا رجل عراقي يدعى (سيد أمجد) الذهاب الى العراق، فوافقنا على الفور وانطلقنا باتجاه الحدود العراقية، وهنا كان التحول في رحلة النزوح .. لان حفاوة استقبال العراقيين وكرم ضيافتهم وكلامهم الذي يثلج الصدور هون علينا مصيبتنا واصبحوا يتنافسون على ضيافتنا، حتى انتهى بنا الحال هنا في قضاء الدغارة عند مضيف عشيرة البو جمال".

ويضيف عاصم بالقول، إن "القائمين على المضيف أصروا على بقائنا فيه لحين تأمين مساكن لنا وتوفير جميع احتياجاتنا، ناهيك عن زيارة العديد من المنظمات العراقية لنا والعمل على توفير ما نحتاجه في هذه الفترة".

وفي ختام حديثه، قدم عاصم شكره وتقديره لكل من قدم يد العون في رحلته نزوحه من لبنان الى العراق، مؤكدا ان مثل هذه الأزمات تبين مدى تلاحم الشعبين وقوة الروابط بينهما.

يشار الى ان جمعية الهلال الأحمر العراقية، أعلنت اليوم الأربعاء (9 تشرين الأول 2024) استقبال العراق لنحو 8 آلاف نازح من لبنان بعد تأزم الأوضاع الأمنية هناك، فيما أعربت عن استعدادها التام والكامل لإغاثة اللبنانيين في جميع أرجاء العراق.