مواقف مختلفة لا يمكن قياسها وأسئلة ربما ليس من السهل الحصول على أجوبة تشفيها، لكن محاولة الاطلاع على معطيات سابقة تتعلق بالضربة
الإيرانية السابقة في ابريل 2024 على إسرائيل، قد توصل الى مقاربات او فهم جزئي لما حدث او قد يحدث.
الوعد الصادق 1
في 13 ابريل الماضي، شنت
ايران اول هجوم صاروخي مباشر على
إسرائيل في تاريخها، وكان الهجوم ردا على قصف القنصلية
الإيرانية في دمشق والتي أدت الى
مقتل 7 قياديين ومستشارين في الحرس الثوري الإيراني.
واستخدمت
ايران حينها 35 صاروخ كروز، و110 صواريخ "خيبر" الباليستية، واكثر من 180 طائرة مسيرة، في هجوم مكثف تجاوز الـ300 جسم طائر.
استخدمت
إيران مئات الطائرات المسيرة فقط لاشغال الدفاعات
الجوية الإسرائيلية لتتيح للصواريخ الوصول الى أهدافها، الا انه مع ذلك قلل الجانب الإسرائيلي بشكل كبير من العملية واكد انه احبط 99% منها، في حين قالت
ايران حينها ان نصف الصواريخ وصلت على الأقل الى أهدافها، والتي كانت عبارة عن اهداف عسكرية متمثلة بمطار عسكرية وقاعدة.
في حينها، لم يهدد الحرس الثوري
إسرائيل ولم يحذره من ان الرد على الهجوم سيتبعه هجوم اخر، وهو ما تسبب برد إسرائيلي بعد حوالي 6 أيام، لكنه كان أيضا ردا صوريًا لم يتسبب باضرار كبيرة وتم عبر انفجارات مفاجئة في بعض المواقع العسكرية.
الوعد الصادق 2
بالاطلاع على عملية الوعد الصادق 2 التي شنها الحرس الثوري في يوم امس الاثنين 1 أكتوبر، أي بعد 5 اشهر من الهجوم الأول، سنجد متغيرات عديدة، قد تقود لمؤشرات عديدة أخرى.
لم تستخدم
ايران هذه المرة أنواعا مختلفة من الاجسام الطائرة، فبينما كان بالعملية الأولى 300 جسم طائر، الا ان الصواريخ كانت لم تتجاوز الـ140 صاروخا، والبقية عبارة عن طائرات مسيرة، لكن في هذه العملية، بلغ عدد الصواريخ 200 صاروخ، ولم تكن هناك حاجة للطائرات المسيرة لمشاغلة
الدفاع الجوي الإسرائيلي، والسبب بذلك يعود ربما لأن الصواريخ المستخدمة هذه المرة هي صواريخ "فتاح 1 و2"، وليس صواريخ خيبر، وصواريخ فتاح هي صواريخ باليستية "فرط صوتية" أي اسرع من سرعة الصوت بحوالي 14 مرة وهذا ما يجعلها عصية على الصد نسبيا.
في هذه العملية، هدد الحرس الثوري
إسرائيل وحذرها من الرد على هذا الرد، وأنها اذا ردت على الهجوم ستتعرض لهجمات اقسى قد تطال بناها التحتية، وهذه المعطيات مخالفة لما جرى في العملية السابقة في ابريل 2024، حيث ان
ايران لم تحذر
إسرائيل من الرد على الهجوم، وهو ما أدى بعد ذلك الى رد إسرائيلي محدود وربما متفق عليه.
لكن هذه المرة، وبعد التحذير الإيراني، فأنه على الأقل اذا كان هناك رد، فلن يكون ردا شكليا كما حدث في المرة السابقة لان
ايران هذه المرة غير مستعدة حتى لرد شكلي من
إسرائيل او متفق عليه، فستكون
إسرائيل اما امام رد كبير على ايران، او عدم الرد أساسا على الأراضي الإيرانية، لانها اذا ردت ستقوم
ايران برد إضافي على عكس ما حدث في المرة السابقة.
فاعلية الرد
في الهجوم السابق بابريل 2024، قالت
إسرائيل ان 99% من الهجمة تم احباطها، فيما قالت
ايران ان نصف الصواريخ على الأقل وصلت، لكن هذه المرة، انعكست المسألة وظهرت
ايران هي التي تتحدث بارقام كبيرة حيث قالت ان 90% من الصواريخ وصلت لاهدافها، في حين لم تتحدث
إسرائيل عن ارقام واكتفت عبر قنوات غير رسمية تقلل من شأن الهجمة وانها لم تسبب باضرار.
ويعتقد مراقبون ان الضربة بالفعل حققت أهدافا واضرارا كبيرة وسط تكتم إسرائيلي، فايران لم تتحدث عن هذا الرقم من فراغ، كما ان عمليات التصدي من قبل الطائرات الامريكية لم تكن بحجم ما حدث في الضربة الماضية، خصوصا وان
ايران لم تبلغ الأطراف الإقليمية او أمريكا بالضربة قبل تنفيذها، على العكس مما حدث في المرة السابقة.