ويتحضر أعضاء نادي الفروسية الواقع في منطقة العامرية
غربي بغداد لاقامة وقفة احتجاجية في النادي، احتجاجا على محاولات "مشبوهة" لسلب ارض نادي الفروسية وتحويلها الى مجمع سكني.
ويرى مراقبون ان سلب ارض نادي الفروسية سياق مبيّت شأنه شأن متنزه
الزوراء الذي هو في الحسبان أيضا، بالرغم من النفي المتكرر للجهات المعنية بشأن تحويل المتنزه الى الاستثمار وبناء مجمعات سكنية، حيث يرى مراقبون ان طرح هذه المعلومة بين الحين والأخر تهدف الى جس نبض الشارع وقياس مدى الرفض والتقبل من قبل المواطنين لهذه الخطوة.
#توجه مقصود ام "جهل"؟
تقول النائب الأول لرئيس لجنة الاستثمار، سوزان منصور في حديث للسومرية نيوز، ان ما يحصل في
بغداد من تدمير مستمر، هو عملية تشييع الى مثواها الأخير ودق المسامير في نعشها، واخر مسمار في نعش
بغداد هو تحويل نادي الفروسية الى الاستثمار وتحويله الى مجمع سكني.
واعتبرت منصور ان نادي الفروسية معلم من معالم العاصمة بغداد، والمس به يأتي في سياق جميع المحاولات والايادي التي امتدت على المساحات الخضراء والمعالم الحضارية والتراثية لبغداد، وتحويلها الى اراضٍ خالية من المساحات الخضراء، مشيرا الى انه "اذا كان هذا مقصود لهدم تاريخ البلد فهو مصيبة، واذا كان فعل اعتباطي نتيجة اهمال وعدم تفكير فالعذر أقبح من الذنب".
#مجمعات
بغداد السكنية.. "ورطة مستقبلية"
من جانبه، يرى نائب رئيس لجنة الاقتصاد والصناعة والتجارة ياسر الحسيني في حديث للسومرية نيوز، ان مشاريع المجمعات السكنية في
بغداد خالية من التخطيط وستتحول الى مركز زحام مروري خانق مستقبلا.
وأوضح ان "جميع مشاريع المجمعات السكنية في مركز العاصمة
بغداد بعيدة كل البعد عن التصميم الاساس وتتجاوز على المرافق الحيوية فيها مما سيجعلها مركز للزحام المروري في
العراق ويلحق الضرر بجمالية المدينة نظرا لعدم وجود دراسات حقيقية ورؤيا واضحة بالخارطة المعمارية لبغداد".
وبين ان "ذلك جعل مستثمري الاحزاب يتمددون على اراضٍ مهمه تشكل متنفسا للمواطن
البغدادي وتحافظ على هوية
بغداد مثل اراضي وزارة الصناعة ونادي الفروسية ناهيك عن الاراضي الزراعية وغيرها كون تلك المشاريع هي الاكثر ربحية ولا تخلو من واجهات لغسيل الاموال لعصابات الفساد".
واعتبر انه "تزامن هذه الاستثمارات على الأراضي المفتوحة مع خطة الحكومة في فك الاختناقات التي تسرع من وصول المركبات الى مركز المدينة وانعدام الحلول لمسألة تفكيك الاختناقات سيجعل حركة المرور في
بغداد بعد سنتين مستحيلة".
#استثمار الترفيه اكثر ربحا من المجمعات.. ولكن!
بدوره يرى الخبير الاقتصادي مصطفى حنتوش، ان توجه الجهات الاستثمارية او الجهات المعنية عموما لتحويل جميع المساحات الترفيهية الى مجمعات سكنية، يعكس فشلا استثماريا واضحا، فالارباح من الاهتمام بالترفيه قد يتجاوز أرباح الاستثمار بالسكن.
وقال حنتوش للسومرية نيوز، ان متنزه
الزوراء ونادي الفروسية هي نوادي ومتنزهات تتبع لإدارات حكومية او خاصة، وانعدام السياسة التسويقية لهذه الجهات تسبب بفشل واندثار بعض هذه المساحات".
وبين ان "هذه المساحات الخضراء سياحة ترفيهية وهنالك طلب كبير على الترفيه في
العراق والمتنزهات مثلما هناك طلب على السكن، لكنه يحتاج لسياسة تسويقية حيث ان هناك فشلا مزمنا في تسويق هذه المساحات الخضراء"، معتبرا ان "امانة
بغداد ومجالس الإدارة المسؤولة عن المناطق الترفيهية فشلت فشلا ذريعا في تسويقها، فبدلا من منح أجزاء من مناطقها للاستثمار السكني لتحقيق أرباح يجب ان تحقق أرباحا خيالية من المشاريع الترفيهية ذاتها، فالعاصمة مكتظة بـ8 ملايين نسمة وتحتاج لمشاريع ومساحات ترفيهية وستحقق ارباحا اكبر بكثير من الاستثمار السكني".