بعد حل ازمة طهران والرياض، ربما قد يتجه
العراق لحل "معضلة" دولية كبرى، وهي الحرب الروسية – الأوكرانية لاسيما أن موقف
بغداد منذ البداية واحداً ولم يتغير، فهي لم تصطف لجانب
دولة على حساب الأخرى، بل طالبت مراراً وتكراراً بضرورة انهاء القتال واللجوء الى الطرق الدبلوماسية للوصول الى حل يرضي موسكو وكييف.
وزارة الخارجية العراقية، أعلنت، اليوم الاثنين، وصول وزير الخارجية الاوكراني الى بغداد، لمناقشة جملة ملفات بينها الحرب مع روسيا.
الخارجية الأوكرانية، ذكرت بدورها أن وزيرها دميترو كوليبا سيناقش خلال زيارته الى بغداد، تطوير الحوار السياسي، وزيادة حجم التجارة والتفاعل في
المنظمات الدولية.
وفي أول زيارة له للعراق منذ اندلاع الحرب، وصل وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، اليوم الاثنين، إلى
بغداد.
ومن المقرر أن يلقتي كوليبا، رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، بالإضافة الى شخصيات سياسية أخرى.
في رد على سؤال لـ
السومرية نيوز حول امكانية دخول
العراق كوسيط بين اوكرانيا وروسيا، قال وزير الخارجية فؤاد حسين، إن "العراق مستعد لتفعيل دور مجموعة الاتصال وتحرك
العراق للدخول كوسيط لوضع اسس التفاوض بين الطرفين متى ما طلب الجانب الروسي او الاوكراني تدخله المباشر ليكون طرفاً في تحقيق السلام في منطقة الحرب الدائرة هناك".
من جهته، ذكر وزير الخارجية الاوكراني دميترو كوليبا لمراسل السومرية، إن "بلاده تحتاج الى السلام.. ونود ان نبين وجهة نظرنا قي تحقيق السلام، ونرحب بكل جهد من اجل تحقيق السلام في منطقتنا واهم شي نريد تحقيقه هو وحدة اراضي الدولة الأوكرانية".
وأكد وزير خارجية أوكرانيا، أن "موضوعة السلام متعلقة بوحدة الاراضي الأوكرانية".
وعاد وزير الخارجية فؤاد حسين ليجدد موقف
العراق في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأوكراني، قائلا: إن
العراق مع وقف إطلاق النار بشأن الحرب الأوكرانية – الروسية ، فيما أشار وزير الخارجية الأوكراني خلال المؤتمر إلى أن زيارته لبغداد تعبر عن تطور العلاقات بين البلدين.
*الحرب الروسية
شكلت الحرب في أوكرانيا ذروة أزمات العام 2022؛ عاش العالم أسابيع طويلة من التوتر والتصريحات والتكهنات وسيل من التقارير الاستخباراتية انتهت مع بداية أكبر حرب على الأرض الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.
وكانت البداية بحشد عسكري روسي واسع في شمال وشرق وجنوب أوكرانيا في 21 فبراير، تبعه دخول القوات الروسية إقليم دونباس من الشرق. ثم أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن إجراء عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا في 24 فبراير 2022.
*موقف العراق من الحرب
منذ اندلاع الحرب الروسية – الأوكرانية، امتنع
العراق عن التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة، لمصلحة قرار يدين الحرب الروسية على أوكرانيا، ويطالب روسيا بالكف عن استخدام القوة ضد أوكرانيا.
وصوّتت لمصلحة القرار 141
دولة في حين صوّتت 5 دول ضد القرار وامتنعت 35
دولة أخرى، وكان القرار بحاجة إلى ثلثي الأصوات لاعتماده.
وفي شباط من هذا العام، كرر وزير الخارجية، فؤاد حسين دعم بلاده لوقف إطلاق النار والمفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وذلك على هامش زيارة قام بها إلى
بغداد نظيره الروسي سيرجي لافروف.
وبتاريخ الخامس من شهر شباط الماضي وصل، وزير الخارجية الروسية، سيرغي لافروف، على رأس وفد رفيع إلى
بغداد في زيارة رسميَّة، التقى خلالها الرئاسات الثلاث.
*تاريخ العلاقات العراقية – الروسية
ترتبط موسكو وبغداد بعلاقات "قوية" تعود جذورها إلى أربعينيات القرن الماضي، الا ان العلاقات بين الدولتين اكتسبت أبعادا عدّة، لكن التعاون العسكري احتلّ موقع الصدارة في وقت مبكر، وهذا يظهر جيدا عبر المواقف الروسية المتكررة ووقوفها بجانب
بغداد خلال ازماتها العديدة.
*التساؤل الأهم
نجاح المفاوضات السعودية الإيرانية من خلال الدور الكبير الذي لعبه العراق، خطوة قد تدفع
بغداد لمحاولة كسر قيود الازمات
الدولية ومحاولة جعل أراضيها نقطة الشروع بحل الازمات العالمية، الا أن التساؤل الأهم يبقى واراداً.. هل تلعب
بغداد دور الوسيط بحل أزمة استصعبت على دول محورية وإقليمية؟.