وفي يوم
الجمعة المنصرم، عُقدت القمة
العربية الصينية في الرياض وحضرها الرئيس الصيني شي جين بينغ؛ لمناقشة وبحث آفاق
التعاون الاقتصادي والتنموي، والتي على أثرها شارك
العراق برئاسة رئيس مجلس الوزراء ، محمد شياع السوداني.
*التكامل الاقتصادي
يسعى
العراق إلى التكامل الاقتصادي مع دول المنطقة عبر إنشاء مناطق حرة للتجارة، وتكوين عملة موحدة بين هذه
الدول لخلق بيئة مشتركة للنمو الاقتصادي، بحسب الخبير الاقتصادي صفوان قصي.
ويقول قصي في حديث لـ
السومرية نيوز، إن "العراق بحاجة الى دول المنطقة؛ كون أن التكامل مع الخليج سيخلق له منافذ بحرية في البحر الأحمر وخليج عمان، كذلك الاطلالة على البحر الأبيض والمتوسط من خلال مصر والأردن، وعندما ترتبط بميناء الفاو سوف نستطيع تغيير
حركة التجارة العالمية نحو منطقتنا".
ويضيف، أن "الصين ثاني أكبر منتج في العالم وثاني أكبر مستهلك للنفط، لذلك تحتاج إلى الوقود وهو متوفر في
العراق والمنطقة".
ويوضح، أن "العراق يسعى إلى أن يكون ضمن منطقة جذب الاستثمارات من الشرق والغرب، فضلاً عن الانفتاح على روسيا وإيران من خلال نقل السلع من الشرق باتجاه
العراق سيساهم أيضاً بقوة الاقتصاد العراقي".
ويؤكد قصي، أن "الصين لاعب أساسي في تحرير التجارة العالمية وإعادة رسم خارطة نقل السلع حتى تكون في أقصر الطرق، والعراق يقع في قلبها".
دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة – الكلام للخبير الاقتصادي – عليهم أن يسرعوا بنقل استثماراتهم إلى الداخل العراقي؛ حتى لا يفقدوا الحصة السوقية، بل من الممكن أن يعاد تصدير السلع المنتجة محلياً بالتعاون مع الاستثمارات الدولية ثم تصديرها إلى دول آسيا كـ(الصين والهند وباكستان).
وعشية وصول الرئيس الصيني إلى السعودية عد تقرير نشره موقع "المونيتور" الأميركي زيارة شي جين بينغ عاملاً يزيد من توتر العلاقات الأمريكية.
*ارتدادات القمة
في الجوانب السياسية والدبلوماسية والاقتصادية أثرت ارتدادات القمة
العربية - الصينية ايجاباً على
العراق.
سياسياً، بحسب رئيس مركز التفكير السياسي العراقي احسان الشمري، فإن
العراق "سيستثمر هذه القمة لتمتين العلاقات مع
الدول العربية دون الاقتصار على جانب محدد، وتحقيق مبدأ التوازن".
كما أن هذه القمة ستساعد
العراق على فتح آفاق دبلوماسية كبيرة جداً، يقول ذلك الشمري في حديث للسومرية نيوز.
أما الخدمة الأكثر فاعلية التي سيجنيها العراق، بحسب الشمري، تتمثل في الجانب الاقتصادي، فعلى الرغم من عدم الكشف عن توقيع اتفاقات بين بغداد وبكين خلال لقاء رئيس الوزراء محمد شياع السوداني والرئيس الصيني على هامش قمة الرياض، لكن ذلك ممكن جداً مستقبلاً.
ذلك الحديث أكده الخبير في الشأن الاقتصادي، عبد الرحمن المشهداني، إذ اعتبر "وجود
العراق في هذا الملتقى سيثمر عنه اتفاقات وبرامج تدعم تنمية البلاد".
وينوه المشهداني في حديث لـ
السومرية نيوز، إلى أن "الصين سوق كبيرة للعراق ويجب أن نحافظ على هذا السوق"، مستدركاً بالقول: "بكين تمتلك مقومات البناء واعمار البنى التحتية العراقية، بالإضافة إلى قدرتها على النهوض باقتصاد الدولة".
كان السوداني، أكد خلال لقاء شي "رغبة
العراق في الإفادة من الخبرات الصينية بمجالات متعددة، وتطلعه لتعزيز مبدأ الشراكة مع الصين ضمن مبادرة الحزام والطريق، ومجالات البنى التحتية".
*الحزام والطريق
من جانبها، تبين عضو مجلس النواب زهرة البجاري، أن المشاركة في تلك القمة تعني "الاستمرار بدخول
العراق في مبادرة الطريق والحزام والاتفاقية الصينية".
وتمضي في حديثها للسومرية، قائلة: "الاتفاقية الصينية مهمة في تعزيز الوضع الاقتصادي العراقي واستثمار الواقع الجغرافي للبلاد".