السومرية نيوز/ دهوك
اختار خيري شنكالي ورجال آخرون البقاء في جبل
سنجار وتحمل قساوة الظروف المعيشية فيه، حاملين السلاح ومصممين على مواجهة تنظيم "داعش" الذي سلبهم منازلهم وأملاكهم واستحيا نسائهم.
شنكالي البالغ من العمر (50 عاما)، انخرط في قوات "طاووس الملائكة" الإيزيدية المتواجدة في جبل
سنجار (120 كم شرق الموصل) لمقاومة "داعش"، ولم يرى أسرته التي تسكن محافظة السليمانية منذ أكثر من أربعين يوما.
واجبر الفكر الطائفي المتشدد لـ"داعش" بقية الديانات والطوائف على تشكيل مجاميع مسلحة ذات صبغة دينية لدفع أذى التنظيم عنهم، وبالذات الإيزيديين الذين كانت لهم الحصة الأكبر من قساوة التنظيم، ما اضطرهم لتشكيل قوات "طاووس الملائكة" التي باتت تنشط في جبل
سنجار الممتد على محيط تبلغ مساحته (7 كم مربع).
ويقول شنكالي في حديث لـ"السومرية نيوز"، "أنا ابن الجبل ومن عائلة فقيرة"، مبينا أنه "أمضى معظم حياته في التشرد والغربة وليس له مصالح أو أملاك، لكن ضميره لايقبل السكوت على اعتداءات
داعش غير الإنسانية وخاصة سبي النساء واغتصابهن وتغيير ديانتهن بالإكراه".
ويوضح شنكالي، أن "تنظيم
داعش ارتكب جرائم تقشعر لها الأبدان، ومنها قيامه بتزويج إحدى الفتيات المختطفات سبعة مرات خلال ساعة واحدة، وبيع النساء الإيزديات بأسعار رخيصة بعد اغتصابهن ب 500 دولار في سوق النخاسة"، مؤكدا أن "تلك الجرائم جعلتهم يحملون السلاح للدفاع عن أنفسهم".
ويضيف، أن "المئات من الشباب الإيزدي تطوعوا بالتعاون مع وحدات حماية الشعب الكردية السورية وتمكنوا من إيقاف اندفاع داعش"، موضحا أنه "لا يتصل بأسرته المتواجدة في السليمانية رغم اشتياقه لهم، من اجل عدم الانشغال عن قتال العدو".
طبيعة جميلة حولها "داعش" لمقابر مقفرة
"سنجار" ... وباللغة الكردية "شنكالي - وتعني أية في الجمال" لكثرة جمال طبيعة المنطقة التي يسكنها الإيزيديون على مدى مئات السنين وتمثل معقل ديانتهم، إلا أن العنف الوافد المتمثل بداعش جعلها "مقبرة مقفرة خالية من البشر"، هكذا قال شنكال مسترسلا في كلامه.
ويؤكد، أن "داعش ارتكب مجازر جماعية في عدد من القرى الإيزيدية، وجعلها تغص بجثث الأبرياء"، مبينا أن "إجرام التنظيم طال الجميع، وخلق مأساة إنسانية كبيرة لن تنسى".
ويتطلع خيري شنكالي ورفاقه الى العودة الى ربوع مناطقهم الخضراء، والتمتع مجددا بالأمن والاستقرار"، موضحا أنهم "يرغبون بأن تصبح
سنجار إقليما يدار بحكومة محلية وبحماية قوات التحالف الدولي".
إصرار على القتال
ويوضح خيري شنكال أو سنجاري بتعبير أخر، أن أغلب المقاتلين الإيزيديين المتواجدين في الجبل جلبوا السلاح والعتاد من أموالهم الخاصة"، مبينا أنهم "يقومون كذلك بابتكار أسلحة جيدة وتحوير أخرى لتلاءم متطلبات المعارك، ومنها تحوير سلاح دوشكا إلى قناص يصيب الهدف على بعد مسافات بعيدة بدقة".
ويعتبر سنجاري الذي يقود مجموعة مسلحة من الشبان الإيزيديين، أن "نباح الكلاب بوجه الدواعش في المنطقة هي صورة أخرى لوفاء هذا الحيوان لوطنه إلام أكثر من بعض المسؤولين والانتهازيين"، مبينا أن "إيمانهم باسم الله وطاؤوس الملائكة سيجعلهم ينتصرون، ويبقى
داعش قصة مرعبة في تاريخ البشرية".
وكانت كتائب طاووس الملائكة الإيزيدية في جبل
سنجار قد أعلنت، في (28 آب 2014)، عن التحاق أكثر من 700 شاب وشابة إيزيدية بصفوفها للدفاع عن الديانة الإيزيدية ومنطقة
سنجار من تنظيم "داعش".
يذكر أن مجموعة كتائب طاووس الملائكة هي إحدى التشكيلات الإيزيدية المسلحة التي تأسست عقب سيطرة تنظيم
داعش على قضاء سنجار، وتضم المجموعة شباب إيزيديون متطوعون مهمتهم الدفاع عن المناطق الإيزيدية.