السومرية نيوز/
بغداد
كشف السفير الاميركي السابق في
بغداد كريستوفر هيل، ان السعودية تمثل التحدي الأكبر والمشكلة المعقدة بالنسبة الى الساسة العراقيين، وفيما اكد انها تمول هجمات القاعدة في
العراق بحسب ما نقلته مصادر مخابراتية، اشار الى ان السعوديين ينظرون الى هذا البلد وكأنه كحاجز يسيطر عليه "السنة ضد الانتشار الشيعي والنفوذ
السياسي الإيراني".
ونشرت صحيفة الغارديان البريطانية مجموعة برقيات سرية بعثها هيل الى
وزارة الخارجية الأميركية، واطلعت "السومرية نيوز"، عليها ان "البعض يعتقد بأن السعودية تسعى الى تعزيز النفوذ السني وإضعاف السيطرة الشيعية والترويج لحكومة ضعيفة ومنقسمة"، معتبرا ان "السعودية تمثل التحدي الأكبر والمشكلة المعقدة بالنسبة الى الساسة
العراقيين الذين يحاولون تشكيل حكومة مستقرة".
وعزا هيل في برقياته سبب ذلك الى "الدعم السعودي، لكون ان المواقف المعادية للشيعة والهواجس تشير الى أن
العراق بقيادة شيعية يعزز نفوذ
إيران الإقليمي"، لافتا الى ان "المسؤولين
العراقيين يتهمون القيادة السعودية بالسماح وبصورة دورية لائمتها وخطبائها بصب غضبهم على الشيعة".
وتابع هيل ان "هناك مصادر مخابراتية تشير الى قيام السعودية بجهد خليجي لزعزعة حكومة المالكي وتمول هجمات القاعدة الراهنة في العراق، وهذا ما اكده النائب عن دولة القانون حيدر العبادي، والذي قال أن الخليجيين ينوون زعزعة استقرار العراق".
واوضح هيل أنه "في أعقاب تفجيرات حزيران الماضي بالمناطق ذات الأغلبية الشيعية في مختلف أنحاء العراق، صرح رئيس الحكومة نوري المالكي علنا في هذا الشأن لأحد الأئمة السعوديين، وقال أن هناك حكومات عديدة صمتت بصورة مريبة بشأن الفتاوى التي حرضت على قتل الشيعة"، لافتا الى ان "السعوديين ينظرون الى
العراق وكأنه كحاجز يسيطر عليه السنة ضد الانتشار الشيعي والنفوذ
السياسي الإيراني".
واضاف هيل ان "جهود البرلمان
العراقي تنصب على قيام حكومة شيعية ضعيفة منفصلة عن جاراتها العرب، ومعتمدة استراتيجيا على إيران"، مشيرا الى ان "مستشار رئيس الحكومة صادق الركابي اكد ان السعودية تعارض حكومة قوية بقيادة التحالف الوطني العراقي".
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي وجه، في 27 تموز 2013،
وزارة الخارجية باستدعاء دبلوماسي في السفارة العراقية في الرياض للتحقيق معه بشأن اتهامه بالطائفية.
وتعود جذور التوتر بين
بغداد والرياض إلى سنة الغزو
العراقي للكويت والتي اتخذت الرياض عقبها موقفاً متشدداً من النظام آنذاك وأصبحت قاعدة لتجمع القوات المتعددة الجنسيات التي تألفت من أكثر من 30 دولة لتحرير الكويت.
وعلى الرغم من محاولات نظام صدام لإعادة العلاقات مع الرياض والتي بدت أكثر وضوحاً في قمة بيروت في العام 2002 باجتماع نائب الرئيس
العراقي عزة الدوري مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي كان آنذاك ولياً للعهد لكن نية الولايات المتحدة الأميركية بمهاجمة
العراق وإسقاط صدام أفشلت أي مسعى لإعادة العلاقة بين البلدين.
وبعد سقوط نظام صدام حسين في نيسان عام 2003، لم تشهد العلاقات أي تطور إيجابي بل شهدت توتراً شبه مستمر على خلفية اتهامات الرياض للحكومة العراقية بالطائفية واتهامات سياسيين عراقيين شيعة للسعودية بدعم أعمال العنف في البلاد خلال السنوات الماضية، كما لم يفلح افتتاح السفارة العراقية في العام 2007 وتعيين غانم الجميلي سفيراً في الرياض بعد عامين، في إعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين.