ما تزال ذاكرة الشاب الايزيدي سفيان رشيد حجي، مليئة ببشاعة الصور المؤلمة التي عاشها بين جدران سجون "داعش" ومعسكراته والتي يصعب عليه نسيانها.
السومرية نيوز/ اربيل
ما تزال ذاكرة الشاب الايزيدي سفيان رشيد حجي، مليئة ببشاعة الصور المؤلمة التي عاشها بين جدران سجون "داعش" ومعسكراته والتي يصعب عليه نسيانها.
وتبدأ قصة سفيان البالغ 17 سنة عندما القى مسلحو "داعش" القبض عليه مع مجموعة من الاطفال الايزيديين في منطقة صولاغ الواقعة غرب
مدينة سنجار في شهر آب 2014، وإحتجازه بسجون التنظيم في بادوش والموصل وتلعفر ومن ثم إدخاله قسرا في معسكرات تدريب "أشبال الخلافة" في سوريا مع أطفال إيزيديين أخرين، لحين تعرضه لهجوم صاروخي للقوات العراقية بالقرب من الحدود العراقية السورية التي أدت إلى بتر أحد قدميه وبعدها تمكن من الهرب من قضبة تنظيم "داعش" من مستشفى
مدينة الحسكة بمساعدة من القوات الكردية السورية.
ويقول سفيان لـ
السومرية نيوز، ان "لم أكن أصدق بأنني يوما ما سألتقي بأسرتي من جديد بعدما تعرضت للممارسات البشعة من قبل تنظيم
داعش من التعذيب النفسي والجسدي"، لافتا الى أن "التنظيم أجبرنا على تغيير ديانتنا بعد عدة أشهر من الضغط النفسي والتعذيب الجسدي المستمر".
ويضيف سفيان أن "تنظيم
داعش اجبرني على الدخول في معسكر للتدريب البدني والعسكري في منطقة حماة بسوريا"، مبينا أن "المعسكر فرض علينا دراسة الشرع الاسلامي".
ويوضح سفيان أن "أكثر من 33 طفلا إيزيديا كانوا معي في المعسكر ذاته"، مؤكدا في الوقت نفسه أن "نحو 15منهم فجروا أنفسهم في مناطق الرقة ودرير الزور والموصل بعد إخضاعهم الى عمليات غسل الدماغ بشكل مكثف".
ويشير سفيان الى أن "هناك العديد من الاطفال الايزيديين الذين ما زالوا في قبضة تنظيم
داعش وبإمكانه إستخدامهم"، مطالبا الجهات المعنية بـ"انقاذهم كونهم يشكلون خطرا".
ويلفت سفيان الى أنه "تعرض في العام الماضي لهجوم صاروخي للقوات العراقية قرب الحدود السورية وتسببت ببتر قدمه اليمنى"، لافتا الى أن "داعش نقلني سرا الى مستشفى
مدينة الحسكة ومن هناك تمكنت من الهرب بمساعدة قوات الحماية الشعبية الكردية السورية".
ويتابع سفيان أنه "بعد تحريري من قبضة
داعش لم أتمكن التعرف على أسرتي وأقاربي لعدة أيام، ومازلت أعاني من ضغوط نفسية نتيجة الأوضاع الصعبة التي تعرضت لها"، معربا في الوقت نفسه بأن "تسمح له الظروف بالعودة الى مدرسته وبالبدء بحياة جديدة مع أسرته في
مدينة سنجار".
وحذر مسؤول مكتب المختطفين الإيزيديين حسين قائيدي في وقت سابق، المجتمع الدولي من خطورة الأطفال الإيزيديين المحتجزين لدى تنظيم "داعش" واللذين سيخلقون مشلكة كبيرة للعالم في حال بقائهم أسرى بيد التنظيم، مبينا أن "داعش" بدأ بتجنيد هؤلاء الأطفال لتنفيذ عمليات ارهابية وإنتحارية.
وسيطر تنظيم "داعش" مطلع شهر آب2014 على قضاء سنجار، وشهد القضاء ذات الأغلبية الإيزيدية عملية نزوح كبيرة تقدر بنحو400 ألف نازح منذ مطلع شهر آب الماضي عقب محاصرة عشرات الالاف الإيزيديين في سنجار، فضلا عن ممارسة عمليات القتل والخطف الجماعي من قبل عناصر التنظيم ضد النساء والرجال الإيزيديين.