السومرية نيوز/
بغداد
رحل اليوم الثلاثاء الموافق (3 أيلول 2017)، رئيس الجمهورية
العراقي السابق جلال الطالباني عن عمر ناهز الـ84 عاماً، بعد حياة حافلة بالأحداث السياسية التي شكلت انعطافة في تاريخ
العراق الحديث.
واسمه الكامل جلال حسام الدين نور الله
نوري طالباني، ولد في قرية كلكان على سفح جبل كوسرت المطلّة على بحيرة دوكان بالسليمانية في (12 تشرين الثاني 1933)، وهو الرئيس السابع للعراق منذ بدء العهد الجمهوري، ويعد الرئيس الثاني للعراق بعد سقوط النظام السابق عام 2003.
وهو كردي تم اختياره كرئيس الحكومة العراقية الانتقالية في 6 نيسان من سنة 2005، على أعقاب نتائج
الانتخابات العراقية في 30 كانون الثاني 2005، حيث اختير لهذا المنصب من قبل الجمعية الوطنية الانتقالية العراقية.
وتم قبول ترشيحه لمنصب رئيس الجمهورية لمدة 4 سنوات في 22 نيسان 2006، بعد 4 أشهر من المحادثات بين الجوانب الحائزة على أغلبية الأصوات في عملية الاقتراع الثالثة في سلسلة
الانتخابات العراقية.
ويعرف أيضاً بجلال الطالباني ويعرف في صفوف الكراد باسم "مام جلال" أي "العم جلال"، وأطلق عليه هذه التسمية منذ أن كان صغيراً، وذلك لذكائه وتصرفه السليم، ويعد واحداً من أبرز الشخصيات الكردية في التاريخ
العراقي المعاصر.
وأسس الاتحاد الوطني الكردستاني في سوريا سنة 1975، وبدأ حركته المسلحة سنة 1976، ودخل في مفاوضات مع الحكومة العراقية سنة 1984 لإقرار قانون الحكم الذاتي، غير أن ضغوط الحكومة التركية حالت دون تطبيق الاتفاق، ووصل الأمر بتركيا إلى تهديد الحكومة العراقية بقطع أنبوب النفط
العراقي الذي يمر بأراضيها ويصدر عبر ميناء جيهان التركي على البحر الأبيض المتوسط إذا وافق
العراق على مطالب الكرد خوفاً من إثارة الحقوق المكبوتة للكرد القاطنين في تركيا.
وبعدها استأنف القتال مرة أخرى وقامت خلالها القوات العراقية باستخدام الأسلحة الكيماوية على نطاق واسع ضد المقاتلين الكرد وضد المدنيين وكان أوضح مثال عليها مدينة حلبجة، وبعد حرب الخليج الثانية حرب تحرير الكويت استطاع الكرد حكم أنفسهم بعد انتفاضتهم سنة 1991.
وهو ابن الشيخ حسام الدين الطالباني شيخ الطريقة القادرية بمحافظة كركوك وشمال
العراق في قرية كلكان التابعة لقضاء كويه قرب بحيرة دوكان.
وأنضم إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة الملا مصطفى البارزاني سنة 1947 عندما كان عمره 14 عاما، وبدأ مسيرته السياسية في بداية الخمسينات كعضو مؤسس لاتحاد الطلبة في كردستان داخل الحزب الديمقراطي الكردستاني، وترقى في صفوف الحزب بسرعة حيث اختير عضوا في اللجنة المركزية للحزب في سنة 1951، أي بعد 4 سنوات فقط من انضمامه إلى الحزب وكان عمره آنذاك 18 عاما.
التحق طالباني بكلية الحقوق سنة 1953، وبعد أن فشلت محاولاته للالتحاق بكلية الطب نتيجة للعوائق التي وضعت أمامه من قبل السلطات في العهد الملكي في العراق، وبسبب نشاطاته السياسية.
وتخرج من كلية الحقوق من إحدى جامعات
بغداد سنة 1959، والتحق بالجيش بعد تخرجه كجزء من الخدمة العسكرية التي كان من واجب المواطن
العراقي أدائها بعد تخرجه من الكلية أو بعد بلوغه 18 عاما.
وخدم في الجيش
العراقي كمسؤول لكتيبة عسكرية مدرعة، وفي سنة 1961 شارك في انتفاضة الكرد ضد حكومة عبد الكريم قاسم، وبعد الانقلاب على قاسم، قاد الطالباني الوفد الكردي للمحادثات مع رئيس الحكومة الجديد عبد السلام عارف سنة 1963.
وبدأت خلافات جوهرية تظهر بينه وبين زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مصطفى البارزاني فانضم في سنة 1964 إلى مجموعة انفصلت عن الحزب الديمقراطي الكردستاني ليشكلوا المكتب
السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني والذي كان يتزعمه إبراهيم أحمد الذي أصبح لاحقاً حماه.
انحلت المجموعة في سنة 1970، بعد أن وقّع الحزب الديمقراطي الكردستاني والحكومة اتفاق سلام ضمن اتفاقية الحكم الذاتي لكرد.
بعد انهيار الحركة الكردية بقيادة مصطفى البارزاني على أعقاب اتفاقية الجزائر الذي نتج عن سحب دعم الشاه في إيران لحركة البارازاني وبالتالي إلى توقف كامل إلى الصراع المسلح بين الكرد والحكومة العراقية وأسس طالباني مع عدد من رفاقه حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، سنة 1975.
وكان حزباً اشتراكيا وبعد تشكيله بسنة، بدأ الحزب حملة عسكرية ضد الحكومة المركزية، وتوقفت هذه الحملة لفترة قصيرة في بداية الثمانينات في خضم حرب الخليج الأولى، حيث عرض الرئيس
العراقي الأسبق صدام حسين صلحا ومفاوضات مع الاتحاد الوطني الكردستاني ولكن هذه المفاوضات فشلت وبدأ الصراع مرة أخرى حتى حصلت لحزب جلال طالباني انتكاسة قاسية وأضطر حينها الطالباني لمغادرة شمال
العراق واللجوء إلى إيران.
بدأت حقبة جديدة في حياة الطالباني السياسية بعد حرب الخليج الثانية وانتفاضة الكرد في الشمال ضد الحكومة العراقية، ومهد إعلان التحالف الغربي عن منطقة حظر الطيران شكلت ملاذاً للكرد، لبداية تقارب بين الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني.
وبعد الاجتياح الأمريكي للعراق في آذار 2003 عين لاحقاً في الحكومة العراقية الانتقالية، وكان العديد من الكرد وقعوا على عريضة تطالب بإجراء استفتاء حول الانفصال، غير أن زعمائهم أكدوا أنهم لن يطالبوا سوى بحكم ذاتي في إطار عراق موحد.
أدخل إلى مدينة الحسين الطبية في الأردن في (25 شباط 2007) بعد وعكة صحية أصابته، وغادر لتلقي العلاج في مستشفى مايوكلينك في الولايات المتحدة الأمريكية.
انتخب في بداية تموز 2008 نائبا لرئيس منظمة سوسيال انترناشينال، وفي يوم (11 تشرين الثاني 2010) تم إعادة انتخابه من قبل مجلس النواب
العراقي كرئيس لجمهورية
العراق لولاية ثانية مدتها أربع سنوات.