وقال آغا في بيان تلقت
السومرية نيوز، نسخة منه، "عندما نتحدث عن إبادة الأقلية الدينية الايزيدية في الثالث من آب من عام 2014، على ايدي عصابات
داعش الإرهابية، فاننا نتحدث عن اكبر جريمة عرفها التاريخ
الحديث على الإطلاق، فرغم انها حصلت في القرن الـ21، الا انها جريمة تحمل كل ملامح العصور الغابرة الممزوجة بالكره والعنصرية والتخلف وامتهان الانسانية بكل معنى الكلمة، والتي لا نراها او نسمع عنها، الا في القصص الخيالية في عصور اللا قانون واللا انسانية".
وأضاف: "اليوم تمر علينا الذكرى السادسة لجيوسايد الايزيديين (الابادة الجماعية)، مثلما مرت على التاريخ الذي يحق له الخجل من ان تتلاقف صفحاته مثل هذه الجريمة في عصر
العلم والتقدم والتكنولوجيا والقوانين الأممية والإنسانية، التي ضمنت حقوق الإنسان والمرأة والطفل على الكرة الأرضية بالعيش الكريم والأمن والأمان، وجرمت كل أشكال العنف والتمايز العنصري في الدين أو المذهب أو اللون".
وتابع آغا: "وكيف لا تكون ابادة جماعية، وقد كان عدد الايزيديين في العراق قبل اجتياح
داعش لسنجار حسب إحصائيات الامم المتحدة، 550 الف نسمة عندما كان نفوس العراق 20 مليونا واصبح عدد النازحين منهم 360 الف نازح، وعدد الشهداء في الايام الاولى من الغزوة 1293 شهيدا، وعدد الايتام من الاب 1759 يتيما، و407 من الام، و359 من الام والاب، وعدد الاطفال الذين والديهم بيد
داعش 220 طفلا، ليكون المجموع الكلي 2745 يتيم".
وأشار إلى أنه "إذا مررنا على المقابر الجماعية المكتشفة في شنگال حتى
الان سنجد ان هناك 80 مقبرة جماعية التي تضم في طياتها 1625 شهيدا من كلا الجنسين ومن مختلف الاعمار، ولحد
الان لم تتم المعالجة برفع الرفاة، إضافة الى العشرات من مواقع المقابر الفردية، فضلا عن 68 مزار للايزيديين في جبل سنجار ومناطق الايزيديين في ناحية بعشيقة تم تفجيره، إضافة إلى 120 الف ايزيدي هاجروا خارج الوطن وفي الشتات".
وأوضح: "وبهذا يكون أعداد الناجيات والناجين من قبضة إرهابيي
داعش ما مجموعه ثلاثة آلاف و530 ناجيا، منهم 1199 من النساء، و339 من الرجال و1041 طفلة، و951 طفل، ليكون عدد الباقين منهم 2887، بمعدل 1308 إناث، و1579 ذكراً، ولا يفوتنا هنا ان نشكر حكومة الاقليم التي ساهمت باطلاق سراحهم، كذلك الخيرين الذين ساعدوا بهذا المسعى".
وأردف قائلا: "رغم ان العيون عَبْرى، والصدور حَرّى، ورغم الجراح الغائرة في اطناب التاريخ، الا اننا تمسكنا بارضنا وثقافتنا وعراقيتنا وتراثنا الديني، وبقي حلمنا بالرجوع الى وطننا امام اعيننا والعيش باحضانه، لكن للاسف دون جدوى ووجدنا ان جيوسايد الايزيديين، لم تطالهم وحدهم، انما طالت جغرافيتهم متمثلة بسنجار وجبلها (جبل العز والكرامة)، وتاريخهم واقتصادهم والخدمات التي يحتاجونها، فها هي القوات الغريبة غير الشرعية التي اتت من خارج الحدود، تصول وتجول في سنجار بدون اي رادع وبدون اي احترام لكل
قوانين البلد وقوانين الانسانية، وبدلا من ان تكون سنجار ملاذا للنازحين الايزيديين العائدين طواعية، الا انها اصبحت ارض نزوح جديدة لا تختلف عن النزوح في المخيمات والعشوائيات، في الاقليم وفي باقي محافظات العراق".
ورأى آغا أن "الأمر لا يقتصر على هذا فحسب، إنما هناك تهديدات داعشية ما زالت قائمة في المنطقة متمثلة بخلايا ارهابية نائمة متمثلة ببعض القرى للعشائر العربية التي سبت نساء الايزيديين وهي تمثل السلاح المنفلت، التي مارس كل انواع المتاجرة بارواح الايزيديين، فما زالت عمليات المتاجرة بالبشر قائمة، عن طريق اختطاف الايزيديات، والاطفال من اجل تجنيدهم".
ودعا إلى "تحقيق الاستقرار في سنجار عن طريق طرد كل العناصر الإرهابية والمجاميع المسلحة منها، والبدء بحملة إعمار كبيرة وإيصال الخدمات لها بشكل سريع، لتحقيق حق العودة للايزيديين لممارسة حياتهم من جديد والقيام بنشاطاتهم الدينية والاجتماعية والاقتصادية بكل سلام وفق الدستور والقانون، عن طريق انشاء صندوق خاص لاعمارها"، مطالباً بـ"تشريع قانون من البرلمان العراقي يتضمن الاعتراف بالابادة الجماعية التي ارتكبت بحق الايزيديين، بشكل مشابه ببرلمان كردستان وبرلمان الاتحاد الاوربي وامريكا وبرلمانات عالمية اخرى".
وأكد قائممقام سنجار ضرورة "العمل على كشف مصير الايزيديات المفقودات، والمختطفات منهن اللواتي ما زلن موجودات في بعض المحافظات العراقية ومنها في الموصل وفي مخيل الهول في سوريا وفي تركيا، وباعداد كبيرة، ورفع رفاة الشهداء في المقابر الجماعية وغلق هذا الملف الانساني بصورة نهائية، فضلا عن تعويض الايزيديين ماديا ومعنويا وخاصة ذوي الشهداء، لتعويض ما مر عليهم من ابادة وعنف وقهر وتمييز عنصري".
وشدد على أهمية أن "تقوم الحكومة بتقديم تكريم الايزيديين، بتضمين حقوق الناجيات اسوة بالسنجاء السياسيين وتأهيلهن ودمجهن في المجتمع، وجعل يوم الثالث آب من كل عام يوم عطلة وطنية لاستذكار ما جرى بحق المكون الديني الايزيدي، وتأكيد هذه المناسبة بجعل سنجار محافظة عراقية، للحفاظ على ارثها وخصوصيتها وتراثها الديني والثقافي".
وطلب آغا كذلك "إصدار طابع وطني يحمل شعار الجيوسايد الايزيديين واعتماده في مؤسسات الدولة العراقية الاتحادية، وجعل سنجار منطقة منزوعة السلاح، ويسمح فقط لمنتسبي مؤسسات الدولة الرسمية المعترف بها بالتواجد فيها، للحفاظ على هيبة وسيادة الدولة وفرض القانون".