وفشل البرلمان العراقي، السبت الماضي، وللمرة الثانية في انتخاب رئيس للجمهورية بعد إخفاقه بمحاولة أولى كانت في 7 شباط لعدم اكتمال نصاب الثلثين (أكثر من 220 نائبا من أصل 329).
ومن المقرر أن تعقد الجلسة في تمام الساعة 11:00 صباحاً بتوقيت بغداد، حسب ما اعلنته الدائرة الاعلامية للبرلمان.
ويوجد 40 مرشحاً لمنصب رئاسة الجمهورية، لكن المنافسة الفعلية تنحصر بين شخصيتين، وهي الرئيس الحالي برهم صالح، مرشح حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، وريبر أحمد، مرشح الحزب الديمقراطي الكردستاني، ويُفترض أن تُعقد جلسة الانتخاب بعد حضور ثلثي أعضاء البرلمان، ليتم التصويت بعدها.
وتحالف "إنقاذ وطن" الذي يضم (الكتلة الصدرية، السيادة، والديمقراطي الكردستاني) يختلف في رؤياه بشكل تام عن رؤى الإطار التنسيقي (الفتح، دولة القانون، النصر، حقوق، الحكمة،..) بالاضافة الى الاتحاد الوطني الكردستاني وعزم ، فلا أصحاب الصدر يقبلون بـ"التوافقية"، ولا أصدقاء المالكي يريدون "الأغلبية" ولكل منهم سبب يعتد به.
أبرز المقاطعين
اعلن كل من الاطار التنسيقي والاتحاد الوطني الكردستاني وعزم وعدد من النواب المستقلين مقاطعتهم لجلسة اليوم، أما حركة الجيل الجديد فقد اشترطت حضورها بالموافقة على مطالبها.
وأمس الثلاثاء، حذر رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، من تعرض العملية السياسية لما سماها بـ "مخاطر كبيرة" في حال منع "مكون أصيل" من استحقاقاته، مشيراً الى أن جلسة يوم الاربعاء لانتخاب رئيس الجمهورية لن تختلف عن جلسة السبت، في اشارة الى عدم اكمال النصاب القانوني لعقدها.
وأشار رئيس ائتلاف دولة القانون الى ان "قوى الاطار وحلفاءه ما زالت متمسكة بالحوار، وتدعو لانهاء حالة الانسداد السياسي من اجل الاسراع في تشكيل حكومة قوية منسجمة تلبي طموح العراقيين جميعا".
وتوقع عضو في كتلة صادقون، وصول عدد نواب الإطار التنسيقي ومن معه الى 149 أو أكثر، مشيراً الى ان الإطار لم يعطل جلسة البرلمان.
وقال عائد الهلالي خلال حديثه لبرنامج "خارج الصندوق" الذي تبثه السومرية الفضائية، إن "الإطار التنسيقي أعلن موقفه بصراحة لن ندخل للجلسة إذا لم يتوفر لقاء بين الإطار والصدريين"، مشيراً الى أن "أي لقاء لم يحصل والمفاوضات قد توقفت"، متوقعاً وصول عدد اعضاء الاطار التنسيقي ومن معه الى "149 أو يعبر النصف".
وقال رئيس حراك الجيل الجديد شاسوار عبد الواحد، أنه "وجه أعضاء حركته بعدم المشاركة بجلسة اليوم الأربعاء في حال عدم تحقيق مطالب تقدم بها الحركة يوم السبت الماضي".
وللجيل الجديد تسعة مقاعد، شكلت مع كتلة امتداد -تسعة مقاعد- ونواب مستقلين آخرين تحالف من أجل الشعب، والذي بلغ بمجمله 28 مقعداً برلمانياً.
وقال عبدالواحد، في كلمة فيديوية باللغة الكوردية، انه "كان مقررا أن يتم تنفيذ عدد من النقاط الـ17 لحين انعقاد الجلسة المقبلة لمجلس النواب مثل خفض أسعار البنزين، مستدركا "لم يحدث ذلك، وفي حال عدم التنفيذ لغاية يوم غد فإنه وجه نواب الحركة بعدم الاشتراك في الجلسة".
وفي السياق نفسه، قال المشروع الوطني العراقي ان "نصاب الثلثين لجلسة مجلس النواب اليوم الأربعاء ما زال مشكوكا فيه بقوة".
ونفت "اشراقة كانون" توقيعها على عدم الحضور في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية السبت الماضي وقالت: "علقنا حضورنا حتى الاستجابة لمطالبنا".
أبزر الحاضرين
في وقت سابق، أكد التحالف الثلاثي الذي يضم كل من (الكتلة الصدرية، الديمقراطي الكردستاني، وتحالف السيادة) حضوره جلسة اليوم، فيما حدد مرشحيه لمنصبي رئاستي الجمهورية "ريبر احمد" والوزراء "جعفر الصدر"، فيما أعلن عن تشكيل تحالف "إنقاذ وطن الأكثر عدداً في البرلمان.
وأعرب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، عن شكره للكتل التي حضرت جلسة مجلس النواب السبت الماضي.
وقال الصدر، في تغريدة على "تويتر" عقب جلسة السبت الماضي: "شكرا لكل من حضر الجلسة حبا بالعراق: شكرا تحالف إنقاذ الوطن، شكرا امتداد، شكرا الجيل الجديد، شكرا للاخوة المستقلين".
وأضاف: "هؤلاء ما أرعبهم تهديد ولا أغراهم ترغيب"، مردفا: "ويتجدد موعدكم في الأربعاء القادم مع من يلتحق مجددا لنزيح الفساد والتبعية والتوافقية: #حكومةأغلبيةوطنية".
وتابع: "ولن نعود لـ(خلطة العطار).. فاليوم ثبتتا وأثبتنا أن لا مكان للمحاصصة.. فكانت أجمل فسيفساء عراقية لا شرقية ولا غربية".
وأكد عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني دلشاد شعبان، إن "النصاب القانوني سيكتمل في جلسة اليوم، نظرا لانضمام عدد من النواب المستقلين الذين قاطعوا جلسة السبت الماضي".
وفيما يشير النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، محما خليل، إلى استمرار تحركات التحالف الثلاثي نحو الكتل السياسية، فأنه يرجح تمرير رئيس الجمهورية خلال جلسة اليوم الأربعاء.
ويقول خليل في حديث لـ السومرية نيوز، إن "التحالف الثلاثي يتحرك بموجب الإطر الديمقراطية، ويؤمن بتشكيل حكومة وطنية خدمية توفر الامن والأمان للبلد"، معرباً عن أمله بان "تعقد الجلسة بنصاب مكتمل، مشيراً إلى أنه هناك رغبة حقيقية لتحقيق النصاب".
ويلعب النواب المستقلون دوراً مهماً في عملية تمرير الرئيس، بل لعل أمر الحسم يكمن بمشاركتهم في الجلسة المخصصة للتصويت على رئيس الجمهورية.
ويبين النائب المستقل سجاد سالم في حديث لـ السومرية نيوز، أن "إكمال نصاب جلسة اليوم الأربعاء، يكمن في اتفاقات الكتل السياسية الكبيرة"، لافتا الى أنه "تجري تفاهمات بين كتلة مختلفة لتأمين النصاب الكامل للجلسة المزمعة في 30 آذار الحالي".
أما موقف المستقلين، بحسب سجاد سالم، فهم "ما بين مقاطع وبين حاضر.. ولا يوجد موقف محدد منهم".