سياسية أمريكية، شغلت منصب وزيرة خارجية الولايات المتحدة في عهد الرئيس باراك أوباما في الفترة منذ عام 2009 وحتى عام 2013، وهي بذلك الوزيرة رقم 67 في تاريخ وزارة الخارجية الأمريكية.
ولدت هيلاري يوم عام 1947م في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي، وعندما بلغت الثالثة من عمرها انتقلت إلي ضواحي في بارك ريدج حيث كان والدها "هيو رودام ألسويرث" يدير مشروع تجاري في صناعة النسيج، بينما كانت والدتها "دوروثي إيما هويل" ربة منزل، ولديها اثنين من الأخوة الأصغر سناً هما "هيو – توني".
حصلت هيلاري على شهادة في العلوم السياسية من جامعة ويلزلي عام 1969م، كما نالت درجة الدكتوراه في القانون من جامعة يايل عام 1973م، بالإضافة إلى دراستها في مركز الطفل خلال الفترة (1973/1974م)، وهي متزوجة منذ عام 1975م من الرئيس الأمريكي السابق "بيل كلينتون" ولديهم ابنه تُدعى تشيلسي فيكتوريا".
بدأت كلينتون مزاولة النشاط السياسي وهي لا تزال في الثالثة عشر من عمرها حيث شاركت في الحملة الانتخابية للجمهوريين عام 1960م، كما قادت النشاط الطلابي خلال دراستها الجامعية كجمهورية، إلا أنها تحولت تدريجياً إلى الليبرالية بعد لقائها بمارتن لوثر كينغ عام 1962م، فتركت الجمهوريين وشاركت في الدعاية للمرشح الرئاسي الديمقراطي "جور ماكجوفيرن" عام 1971م.
كما بدأت كلينتون حياتها المهنية عام 1971م كمحامية بمكتب المحاميين والكر تروهافت وبورنشتاين المشهورين بالدفاع على النشطاء الشيوعيين، وكانت عضو بالفريق القانوني الذي شكلته اللجنة القضائية بمجلس النواب أثناء إجراءات إقالة الرئيس "ريتشارد نيكسون" على خلفية فضيحة ووترغيت عام 1974م.
إلى جانب المحاماة تولت كلينتون عدة مهام أخرى أبرزها التدريس بكلية الحقوق بأركانساس وتقديم الاستشارة لصندوق للدفاع عن الأطفال في كامبريدج وعضوية مجلس مؤسسة الاستشارات القانونية في عهد الرئيس جيمي كارتر، كما عملت لفترة كمستشار قانوني بالكونغرس، وجاءت مرتين ضمن قائمة 100 محامي الأكثر نفوذا في الولايات المتحدة.
وتألقت كلينتون في عالم السياسة وأصبحت نجم سياسي صاعد قبل وصولها إلى البيت الأبيض عام 1993م كسيدة أولى للولايات المتحدة بوصول زوجها بيل كلينتون إلى الرئاسة، وهو ما أكده كلينتون الذي اعتبر أن أميركا عندما اختارته رئيساً لها اختارت معه رئيسة ثانية هي هيلاري التي تصفها الأوساط الإعلامية بأنها تلعب دوراً مؤثراً في السياسة الأميركية.
ومن أبرز المواقف السياسية لوزيرة الخارجية الأمريكية هو معارضتها لحرب فيتنام ورفضها للتدخل الأمريكي في أفغانستان، كما رفضت غزو العراق وخلال ولايتها الثانية في مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك دعمت حملة إجبار الرئيس بوش على إعلان خطط للانسحاب من العراق.
وفي عام 2008م كانت كلينتون أحد أبرز المرشحين الديمقراطيين لانتخابات الرئاسة الأمريكية، لكنها أعلنت انسحابها أمام باراك أوباما عقب منافسات حامية إلا أن الرئيس الأمريكي المنتخب أعلن عن تعيينها وزير للخارجية في الإدارة الأمريكية الجديدة بداية من 20 كانون الثاني 2009م ، وتفرغت لتأليف كتابها الخامس وإقامة المنظارات قبل إعلانها في الخامس من إبريل لعام 2015 عن خوضها للمرة الثانية لمراسم الترشح للإنتخابات الرئاسية لعام 2016.