وتمكّن منتخب "
أسود الرافدين" من تحقيق الفوز على منتخب النشامى بهدف وحيد، سجله اللاعب حسن
عبد الكريم في الدقيقة 78 من عمر اللقاء، ليخطف أبناء المدرب غراهام أرنولد فوزًا معنويًا في ختام التصفيات قبل التوجه إلى الملحق.
وجاء هذا الفوز بفضل تألق عدد من اللاعبين، من بينهم محترف ساربسبورغ النرويجي، إيمار شير، الذي شارك في التشكيلة الأساسية لمنتخب
العراق ولعب 90 دقيقة كاملة، أثبت خلالها جدارته بارتداء قميص أسود
الرافدين.
شير (22 عامًا) خطف الأنظار بفضل تمريراته الدقيقة، وتحركاته الذكية، ومساندته لزملائه، إلى جانب أدواره الدفاعية وقطعه للكرات من المنافس، وكان أحد نجوم اللقاء، وهو ما تحقق نتيجة أربعة عوامل أساسية:
إيمار شير المحبوب
من أبرز أسباب تألق شير في ظهوره الأول، تأقلمه السريع مع زملائه، حيث أصبح محبوبًا لدى الجميع، لا سيما اللاعبون
أمير العماري وريبين سولاقا وبيتر كوركيس الذين يعرفونه من أيام لعبهم في السويد.
الأداء الذي قدمه إيمار شير أمس أظهر وكأنه يلعب مع المنتخب منذ فترة طويلة، وهو ما يعكس شعوره بالارتياح وعدم الغربة، رغم اختلاف الأجواء والمناخ، مما جعله يقدم مستوى ثابتًا دون ارتباك، وبدد مخاوف المحللين الذين اعتبر بعضهم إشراكه مجازفة.
كلمات غراهام أرنولد
أطلق المدرب غراهام أرنولد كلمات مؤثرة بحق شير قبل المباراة بيوم واحد، حيث أكد أن إيمار لاعب شاب وموهوب، وسيكون له مستقبل كبير مع العراق.
هذه الثقة من المدرب حفّزت اللاعب لتقديم أفضل ما لديه، فاستغل الفرصة كاملة وردّ الجميل بأداء كبير، ليصبح من العناصر المهمة في تشكيلة أرنولد، رغم وجود منافسة قوية مع لاعبين مثل أمير العماري وزيدان إقبال وأسامة
رشيد وأمجد
عطوان.
تعاطف الجمهور العراقي
نال إيمار شير تعاطف الجمهور العراقي منذ اللحظة الأولى التي قرر فيها تمثيل العراق على حساب السويد، البلد الذي نشأ فيه، وتكرس هذا التعاطف بعد مشاركته في لقاء
الأردن.
الحصول على دعم الجمهور العراقي ليس بالأمر السهل، خاصة أنه جمهور عاطفي ولا يمنح ثقته بسهولة. ورغم تأخر التحاقه بمعسكر
البصرة، أصبح شير محبوب الجماهير بعد مستواه اللافت، وتجاوز بذلك دائرة الشكوك والنقد.
الدوري النرويجي الممتاز
من عوامل
التميز أيضًا، استفادة شير من استمرار الدوري النرويجي، حيث خاض مع فريقه ساربسبورغ تسع مباريات حتى الآن، وسيواصل اللعب عند عودته.
هذا الاستمرارية حافظت على جاهزية إيمار شير البدنية، وجعلته في لياقة عالية مقارنة ببقية المحترفين، وقد ظهر ذلك في التدريبات، ما دفع المدرب للاعتماد عليه في مباراة قوية أمام منتخب متأهل إلى
كأس العالم مثل النشامى.
ويستعد المنتخب العراقي لخوض الملحق الآسيوي المؤهل إلى كأس العالم 2026، حيث سيكون إلى جانب منتخبات
السعودية وقطر والإمارات وعُمان وإندونيسيا، وسيتم تقسيمهم إلى مجموعتين في القرعة المقررة يوم 10 يوليو/تموز المقبل.