في حوار مؤثر ومليء بالحنين، قال
ميسي، الذي يكمل عامه الثامن والثلاثين هذا الصيف، خلال مقابلة مع قناة "Simplemente Fútbol" عبر يوتيوب: "بعد التتويج بكأس العالم، لم أكن أستطيع تخيّل نفسي في أي نادٍ أوروبي آخر غير برشلونة. كان هدفي هو العودة إلى منزلي حيث بدأ كل شيء، لكن للأسف، لم يكن ذلك ممكنًا".
هذه التصريحات فتحت نافذة جديدة على مشاعر ميسي الصادقة تجاه ناديه الأم، وكشفت عن مدى الارتباط العاطفي الذي لا يزال يحمله للقميص الكتالوني رغم
مشواره الجديد في إنتر ميامي الأميركي، الذي التحق به برفقة أصدقائه القدامى: لويس سواريز، جوردي ألبا وسيرخيو بوسكيتس.
رحلة الوداع.. وقرار العائلة
في ذات السياق، أكد النجم الأرجنتيني أن قراره بمغادرة
باريس سان جيرمان لم يكن تقنيًّا بقدر ما كان قرارًا عائليًّا بحتًا: "اتخذنا قرارنا كعائلة، وجئنا إلى
الولايات المتحدة، إلى ميامي، لخوض تجربة جديدة. كان هذا القرار من أجل حياة أكثر هدوءًا واستقرارًا".
ورغم ابتعاده عن الأضواء الأوروبية، فإن "البرغوث" لا يزال يعيش الشغف ذاته، حيث أوضح: "ما زلت أمتلك ذلك الجوع للمنافسة، إنها طبيعة لم تغادرني أبدًا. أحب الفوز، وأحب التحدي، وهذا ما تربيت عليه".
لامين يامال.. إعجاب لا يوصف
وفي حديثه عن النجوم الصاعدين في كرة القدم العالمية، لم يخفِ ميسي إعجابه الكبير بالشاب لامين يامال، جناح برشلونة الشاب، الذي وصفه بأنه "واحد من أفضل اللاعبين في العالم حاليًّا، رغم سنه الصغير".
وأضاف: "ما يفعله لامين مذهل حقًّا. لقد أصبح بطلًا لأمم أوروبا مع إسبانيا، وهو لم يتجاوز الـ17 عامًا بعد. يملك مؤهلات لا تُصدق، وسيتطور أكثر مع الوقت".
ماذا قال ميسي عن
كيليان مبابي؟
وفي تصريح مؤثر عن النجم الفرنسي كيليان
مبابي قال "البرغوث": "اليوم، يتمتع مبابي براحة البال لأنه فاز بكأس العالم 2018. ما فعله في النهائي كان جنونيًّا، لقد سجل أربعة أهداف، ورغم ذلك لم يتوج باللقب".
وأضاف ميسي: "لقد مررت بنفس الشعور في عام 2014، كانت معاناة حقيقية، أشبه بالتعذيب". في هذه العبارة، استعاد
ليونيل مرارة خسارة نهائي
كأس العالم أمام
ألمانيا، حيث لم يكن التألق الفردي كافيًا لتحقيق المجد.
حنين إلى البدايات.. واستذكار الكبار
استعاد ميسي ذكرياته الأولى في قلعة "كامب نو"، قائلًا: "أول غرفة ملابس دخلتها كانت مذهلة بكل المقاييس. لطالما كنت ممتنًّا للاستقبال الذي حظيت به من أساطير مثل رونالدينيو، ديكو، سيلفينيو، بالإضافة إلى
تشافي، إنييستا وبويول. كنا فريقًا عظيمًا، وحققنا دوري الأبطال لأول مرة منذ سنوات".
كما خص بالذكر المدرب الهولندي فرانك ريكارد، الذي منحه أول فرصة حقيقية، وقال: "ثقته بي في ذلك الوقت كانت كل شيء. لقد منحني الفرصة لأكون جزءًا من فريق الأحلام".
غوارديولا.. العقل المدبر الذي غيّر كل شيء
ومن بين الشخصيات التي تركت بصمتها في مسيرته، كان بيب غوارديولا على رأس القائمة. ولم يخف ميسي إعجابه الشديد بالمدرب الإسباني، وعبّر عن ذلك قائلًا: "بيب مختلف. إنه يرى أشياء لا يراها غيره. لقد غيّر كرة القدم تمامًا. كان فريقنا فريدًا من نوعه".
وأضاف: "غوارديولا رجل يحب التفاصيل، لديه عقلية مختلفة تمامًا، ورؤية فريدة. لقد أضفى بعدًا جديدًا للعبة.. في الواقع، بطريقة ما، أضر ذلك بكرة القدم، لأن الجميع كانوا يحاولون اللعب مثل برشلونة. لكننا كنا فريقًا خاصًّا.. كل شيء كان مثاليًّا بين اللاعبين والمدرب".
وتحدث ميسي بمرارة عن الفترة التي عاشها الفريق عقب مرض المدرب تيتو فيلانوفا، الذي كان سابقًا مساعدًا لبيب، ثم تولى تدريب الفريق: "ما حدث لتيتو كان له أثر عميق فينا جميعًا. لم يكن حاضرًا دائمًا معنا، لكننا كنا نشعر بكل ما يمر به. لقد كانت فترة صعبة على كل المستويات".
ليونيل ميسي: حققت كل شيء.. وهذا قراري بشأن مونديال 2026
وفي ختام حديثه، أبدى الأرجنتيني فخره الكبير بما حققه طوال مسيرته: "أن أتمكن من القول إنني حققت كل شيء ممكن في كرة القدم هو أمر لا يُقدّر بثمن. لقد نلت كل الألقاب الممكنة على مستوى الأندية والمنتخبات، وهذا فضل من الله لن أنساه أبدًا".
وأوضح أن مستقبله سيكون مرتبطًا إلى حد كبير بمشاركته المحتملة في كأس العالم 2026، مشيرًا: "هذا العام سيكون حاسمًا في قراري بشأن المشاركة في المونديال. لا أنكر أن الأمر يشغل تفكيري كثيرًا".