وتزايدت
حالات "بلع اللسان" عند الرياضيين، وخاصة في كرة القدم، وهو مصطلح يستخدم في بعض الأحيان للإشارة إلى حالة طبية نادرة وخطيرة، حيث يبرز اللسان ويغلق مجرى الهواء، مما قد يؤدي إلى صعوبة في التنفس. على الرغم من أن المصطلح قد يُستخدم بشكل غير دقيق في بعض السياقات، إلا أن هناك بعض الحالات الطبية الحقيقية التي تتطلب تدخلاً فورياً.
يتكون اللسان من نسيج رخو بالكامل ويمتد طوله عادةً إلى حوالي عشرة سنتيمترات. وعلى عكس الاعتقاد الشائع، اللسان لا يحتوي على عظام ولا يمكن أن "يبتلعه" الإنسان بشكل فعلي، إذ إنه مرتبط بالفك ولا يمكن أن ينفصل عنه.
ما هو بلع اللسان؟
هو حالة نادرة تتسبب فيها عضلة اللسان بالارتداد إلى الخلف نحو الحلق، مما يسبب إغلاق مجرى التنفس، هذه الحالة قد تنجم عن إصابات دماغية خلال الأنشطة الرياضية، مثل السقوط أو الاصطدام، أو مشاكل قلبية مثل الرجفان أو النوبة القلبية. كما يمكن أن يسبب اختلال مستويات الأملاح والسكر في الدم تشنجات وفقدان الوعي مما قد يؤدي إلى إغلاق مجرى التنفس.
تُعتبر
حالات "بلع اللسان" واحدة من أخطر الطوارئ الطبية التي يمكن أن تحدث في الملاعب الرياضية، حيث تشكل تهديدًا حقيقيًا للحياة، مما يجعل التدخل الطبي السريع أمراً حاسماً لإنقاذ حياة اللاعب. وإليك بعض نماذج من الحالات الشهيرة لبلع اللسان:
بشير التابعي
في 2003 عام تعرض لاعب الزمالك السابق بشير التابعي لحالة بلع لسانه أثناء مباراة لمنتخب
مصر. بفضل جهود الطاقم الطبي، تم إنقاذه في اللحظات الأخيرة وعاد إلى حياته الطبيعية.
مارك فيفيان فوي
في عام 2003، توفي النجم الكاميروني مارك فيفيان فوي أثناء مباراة بين منتخب بلاده وكولومبيا في كأس القارات. فوي عانى من حالة طبية مفاجئة أدت إلى وفاته، على الرغم من وجود جهود طبية لإنقاذه.
محمد صديق
في عام 2007 مباراة بين الأهلي وطلائع الجيش في الدوري المصري، تعرض لاعب الأهلي محمد صديق لحالة طوارئ بسبب بلع لسانه. تم إنقاذه بفضل سرعة تدخل الطاقم الطبي للفريق، مما منع حدوث كارثة.
جون تيري
في عام 2006، تعرض قائد فريق تشلسي، جون تيري، لإصابة خلال مباراة مع أرسنال، حيث فقد الوعي بعد تلقيه ركلة في الرأس. بسبب فقدان الوعي، ابتلع تيري لسانه، مما أدى إلى انسداد مجرى التنفس. ومع ذلك، كان الطبيب غاري لوين من أرسنال متواجدًا بالقرب من مكان الحادث، وتمكن من إنقاذ حياته بتدخل سريع وفعال.
حامد مهدي
في عام 2017، توفي اللاعب حامد مهدي، ناشئ نادي الزمالك السابق ولاعب دكرنس، بعد بلع لسانه خلال مباراة ودية. تُعتبر هذه الحادثة مثالاً آخر على أهمية وجود تجهيزات طبية مناسبة في الملاعب.
فرناندو توريس
في عام 2017، تعرض النجم الإسباني فرناندو توريس لحادثة مماثلة أثناء مباراة بين فريقه السابق أتليتكو مدريد وديبورتيفو لاكورونيا. توريس فقد الوعي وابتلع لسانه نتيجة اصطدام عنيف بالمنافس. لحسن الحظ، تم إنقاذه بفضل سرعة تدخل الطاقم الطبي، وتمكن من العودة إلى حياته الطبيعية.
داود بورزق
في عام 2018، توفي اللاعب الجزائري داود بورزق بسبب بلع لسانه خلال مباراة بين فريقه الدهامشة واتحاد عين آرنات. كان غياب التدخل الطبي السريع أحد الأسباب الرئيسية للوفاة.
فابيان شاير
في عام 2019، واجه لاعب كرة القدم السويسري فابيان شاير حالة طوارئ بعد اصطدام عنيف في مباراة ضد منافسه الجورجي في تصفيات كأس أوروبا 2020. فقد شاير وعيه وابتلع لسانه، ولكن بفضل تدخل منافسه جانو أنانيدزه الذي أدخل يده في فم شاير، تم إنقاذه واستعادة تنفسه الطبيعي.
يوسف الهمالي
في عام 2023، توفي اللاعب الليبي يوسف الهمالي بسبب بلع لسانه أثناء النوم. هذه الحالة تعتبر نادرة حيث تحدث خارج الملاعب، لكنها تبرز خطورة هذه الحالة وكيفية تأثيرها على اللاعبين حتى في الظروف غير المعتادة.
علاء مزام وغيث البولاهمي
في عام 2024، شهدت تونس حالتين من بلع اللسان في نفس اليوم خلال مباريات الدرجة الثانية. الأول هو علاء مزام لاعب فريق الموج الرياضي، والثاني هو غيث البولاهمي لاعب فريق الملعب الأفريقي. تم إنقاذ كلا اللاعبين بفضل سرعة تدخل الفرق الطبية، لكنهما نقلا إلى المستشفى للملاحظة.
كيفية التعامل مع بلع اللسان
يعد إغلاق مجرى التنفس نتيجة "بلع اللسان" حالة طارئة تتطلب فتح المجاري التنفسية بسرعة لتمكين المصاب من التنفس. يتم ذلك بتمديد الشخص على الأرض، ثم إمالة رأسه برفق إلى الخلف لإعادة فتح الممرات الهوائية. إذا لم تنجح هذه الخطوة، قد يتطلب الأمر إجراء مناورة "دفع الفك" أو إدخال أنبوب القصبة الهوائية، مما يستدعي تدخل فريق إسعاف مدرب. من الضروري التفريق بين أسباب انقطاع النفس، مثل الاختناق بالطعام أو جسم غريب، أو النوبات القلبية، مما يتطلب تقييمًا طبيًا شاملًا.
إجراءات الوقاية والتدخل
للوقاية من "بلع اللسان" وأسباب الوفيات الأخرى، يجب إجراء فحوصات دورية للرياضيين للتأكد من سلامتهم الصحية، وعدم ممارسة الرياضة في حالة التعب الشديد أو المرض، وارتداء الملابس الواقية المناسبة. من الضروري أيضًا تجهيز الملاعب بفرق طبية متخصصة في الطوارئ والإسعافات الأولية لضمان سرعة التعامل مع الإصابات. في حالة حدوث أي إصابة، يجب متابعة الرياضيين بشكل مستمر للتأكد من عدم حدوث مضاعفات.