وأخفق "عرب أفريقيا" في تقديم أفضل مستوياتهم بنهائيات "الكان" حتى الآن، باستثناء المغرب، الذي حقق انطلاقة قوية في البطولة، من خلال فوزه العريض (3-0) على تنزانيا.
أما "عرب آسيا"، فقد توالت نتائجهم الإيجابية في
البطولة الآسيوية، مُسجلين مجموعة من النتائج المميزة، بدايةً من منتخب قطر "المُضيف"، مرورًا بالإمارات والعراق والأردن والسعودية.
ولتسليط الضوء أكثر على حالة التباين الواضحة بين نتائج "عرب أفريقيا" و"عرب آسيا" في البطولتين، يمكننا ذكر إحصائية تقول إن فوزًا عربيًا واحدًا تحقق في نهائيات كأس أمم أفريقيا بكوت ديفوار، مقابل 8 انتصارات عربية تحققت نهائيات كأس آسيا بقطر.. فما أسباب ذلك؟
أمم أفريقيا وكأس آسيا.. الأجواء في كوت ديفوار وقطر
تكمن المشكلة الكبرى التي تواجه منتخباتنا
العربية المشاركة في نهائيات كأس أمم أفريقيا 2024 في الأجواء المُصاحبة للبطولة، خاصةً على صعيد الطقس.
تتمتع كوت ديفوار هذه الأيام بدرجات حرارة معتدلة، تبدو مناسبة للعب كرة القدم، لكن الأزمة تتمثل في ارتفاع نسبة الرطوبة بالجو، وهو ما يؤثر كثيرًا في مردود اللاعبين وقدرتهم على إكمال المواجهات بطاقة مرتفعة.
يعتاد لاعبو المنتخبات من جنوب القارة وغربها، على هذه الأجواء، بدرجة تفوق اللاعبين العرب، ومن هنا تعاني المنتخبات
العربية بدنيًا أمام منافسيهم.
وعلى النقيض من ذلك، يمكن القول إن الطقس القطري يتشابه مع الطقوس الجوية في باقي البلدان
العربية بآسيا، ما يعطي "عرب القارة" فرصة أكبر للظهور بأفضل مستوياتهم في النهائيات الآسيوية 2024.
الحضور الجماهيري في أمم أفريقيا وكأس آسيا
تحظى المنتخبات
العربية المشاركة في نهائيات كأس آسيا 2024 بدعم جماهيري واضح في المدرجات؛ بسبب قُرب المسافة مع قطر، وسهولة السفر إلى الدولة الخليجية، بالإضافة إلى وجود جاليات عربية كبيرة بالدوحة.
لقد حظي منتخب
العراق بدعم جماهيري استثنائي في فوزه (2-1) على اليابان، لدرجة أن البعض قال عن المواجهة مجازًا إنها "أُقيمت في البصرة".
تكرر الأمر نفسه لمنتخب الأردن في تعادله الأخير (2-2) مع كوريا الجنوبية؛ حيث اكتظت مدرجات ملعب "الثمامة" المونديالي بنحو 35 ألف مشجع.
منتخب
السعودية يحظى أيضًا بدعم جماهيري كبير، والأمر نفسه لمنتخبات لبنان وسوريا وفلسطين والإمارات والبحرين وعُمان.
كل ذلك بعيدًا عن منتخب قطر، الذي يخوض مبارياته في حضور "مكتمل العدد" للجماهير، الطامحة إلى أن يحتفظ "العنابي" بلقبه الآسيوي، الذي تحقق في نسخة 2019.
في المقابل، تعاني منتخبات "عرب أفريقيا" من مشكلة جماهيرية مزدوجة؛ أولًا بقلة عدة مشجعيها في المدرجات، وثانيًا بوجود أعداد كبيرة من المشجعين لبعض المنافسين؛ فنجد أن غانا واجهت مصر متسلحة بجمهور غفير، والأمر نفسه لدى تكرر لدى منافسي موريتانيا والجزائر أمام بوركينا فاسو؛ إذ حصلوا على دعم كبير من جماهيرهم في مواجهة هذه المنتخبات
العربية المذكورة.
تقارب المستويات في أفريقيا
تملك المنتخبات
العربية المشاركة في نهائيات كأس آسيا 2024 رفاهية اللعب أمام خصوم أقل قوة بدور المجموعات؛ فنجد أن قطر "المُضيفة وحاملة اللقب" تقع في مجموعة سهلة مع لبنان وطاجيكستان والصين، فيما تقع سوريا في مجموعة واحدة مع الهند، وفلسطين والإمارات سويًا في مجموعة واحدة مع هونغ كونغ، ونجد أن
العراق واجه إندونيسيا وسيواجه فيتنام، وأن البحرين حققت فوزها الأول في
البطولة على حساب ماليزيا، وأن
السعودية قد تحسم تأهلها المبكر إلى ثمن النهائي من بوابة قيرغيزستان.
ذلك يعني أن هناك تباينًا واضحًا في قوة المنتخبات المشاركة، ولذلك يحظى كل منتخب
عربي مشارك بفرصة كبيرة لتحقيق فوز واحد على الأقل بمجموعته.
تلك الرفاهية ليست موجودة في نهائيات كأس أمم أفريقيا، التي تتميز بتقارب المستوى بين معظم المنتخبات المشاركة، ما يجعل دور المجموعات أكثر تعقيدًا.