*"فاجعة الدوحة 1993"
في تلك الليلة تلقى مرمى منتخب اليابان هدف
قاتل في الوقت بدل الضائع لتضيع أحلامه في المشاركة في أول بطولة كأس العالم FIFA في تاريخه وهو ما سمح للسعودية وكوريا الجنوبية بالتقدم عليه في الترتيب وحجز البطاقتين المؤهلتين إلى العرس الكروي في الولايات
المتحدة 1994. وبعد 31 عاماً على تلك المواجهة، تقرير
السومرية نيوز، يُلقي نظرة على هذه المباراة الحاسمة التي بقيت عالقة في أذهان اليابانيين.
في الثامن والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر 1993، على استاد الأهلي في
العاصمة القطرية الدوحة، أقيمت مباراة بين
العراق واليابان انتهت بالتعادل بهدفين لكل منهما وسجل لليابان (كازويوشي ميورا 5 وماساشي ناكاياما 69)، وللعراق (أحمد راضي 55، وجعفر عمران 90+1)".
وكانت تشكيلة اليابان كالاتي: شيجيتاتسو ماتسوناجا، توشينوبو كاتسويا، تاكومي هوريكي، تيتسوجي هاشيراتاني، ماسامي إيهارا، روي راموس، ميتسونوري يوشيدا، هاجيمي موريياسو، كينتا هاسيجاوا (ماساهيرو فوكودا 59)، ماساشي ناكاياما (نوبوهيرو تاكيدا 81)، كازويوشي ميورا.
وتشكيلة
العراق كالاتي: إبراهيم سالم، سمير كاظم، سعد عبد الحميد، راضي شنيشل، سالم حسين، منذر كلف، محمد جاسم (جعفر عمران)، بسام رؤوف (عبد الجبار هاشم حنون)، علاء كاظم، ليث حسين، أحمد راضي.
*الحسابات
قبل جولة واحدة من انتهاء التصفيات التي شارك فيها 6 منتخبات، كان منتخب اليابان متصدراً للمجموعة بفارق ضئيل وسط منافسة قوية من الفرق الخمسة الأخرى التي احتفظت بآمالها في بلوغ نهائيات كأس العالم 1994 FIFA. ولم يسبق لمنتخب اليابان أن اقترب بهذا الشكل من المشاركة في كأس العالم ولكن كان يتوجب عليه أن يواجه منتخباً عراقياً قوياً كان من أبرز المنتخبات الآسيوية آنذاك بعدما شارك في نهائيات كأس العالم المكسيك 1986 FIFA. وكان محاربو الساموراي يدركون تماماً أن التعادل أمام نجوم الرافدين قد يكون كافياً لبلوغ هدفهم المنشود إذا ما صبت نتائج المباريات الأخرى في مصلحتهم. وفي المقابل كان المنتخب
العراقي يحتفظ بأمل التأهل أيضاً شرط أن يحصل على نقاط المباراة بأكملها في انتظار ما ستؤول إليه باقي المواجهات.
*أحداث المباراة
منح المهاجم كازويوشي ميورا التقدم لليابان بعد مرور خمس دقائق فقط، عندما حول برأسه كرة قوية سددها لاعب الوسط كينتا هاسيجاوا وارتدت إليه من العارضة. وسيطر محاربو الساموراي بقيادة المدرب هانس أوفت على مجريات اللعب وتمكّنوا من كبح جماح العراقيين طيلة فترات الشوط
الأول.
ولكن المنتخب
العراقي ظهر بوجه مغاير بعد الإستراحة بينما بدأت الحرارة المرتفعة تؤثر على أداء اليابانيين. ونجح أحمد راضي في إدراك التعادل بعد ضغط متواصل في الدقائق العشر الأولى من الشوط الثاني ولكن ماساشي ناكاياما سرعان ما أنعش آمال اليابانيين في التأهل من جديد حيث أعاد منتخب بلاده إلى المقدمة بعدما كسر مصيدة التسلل مستغلاً تمريرة متقنة من لاعب خط الوسط روي راموس.
إلا أن المنتخب
العراقي لم يستسلم حيث واصل ضغطه وحصل على مبتغاه في الوقت بدل الضائع عندما لعب علاء كاظم ركلة ركنية ارتقى لها جعفر سلمان ليودعها داخل الشباك مسجلاً الهدف الذي حطم حلم اليابانيين بالمشاركة في نهائيات كأس العالم FIFA بعدما كانوا قاب قوسين أو أدنى من تحقيقه.
وسقط لاعبو المنتخب الياباني محبطين على الأرض وبالكاد تواصلت المباراة بعد الهدف
العراقي حيث أطلق الحكم صافرته إيذاناً بانتهاء المواجهة. في المقابل، أدى فوز السعودية الدرامي على إيران 4-3 وتغلب منتخب كوريا الجنوبية السهل على جاره الشمالي 3-0 إلى احتلال اليابان المركز الثالث بفارق الأهداف عن المتصدر ووصيفه وهو ما حرم المنتخب الياباني من المشاركة في العرس الكروي العالمي.
وأدت النتيجة أيضاً إلى خروج المنتخب
العراقي الذي احتل المركز الرابع بفارق نقطتين عن السعودية وكوريا الجنوبية. وإذا كان المنتخب
العراقي قد فشل في التأهل منذ تلك التصفيات فإنه انتشى بلذة الإنتصار على المستوى القاري عندما تُوج بطلاً لكأس آسيا 2007.
نجم التصفيات
كان المهاجم الياباني ميورا نجم التصفيات من دون منازع بعدما اعتبره أغلب المراقبين بمثابة القوة الضاربة في المنتخب الياباني. وخطف النجم الياباني الأضواء بمراوغاته الرائعة وشهيته الكبيرة لتسجيل المزيد من الأهداف حيث سجل هدف بلاده الوحيد في المباراة الحاسمة أمام كوريا الجنوبية كما هز الشباك ثلاث مرات في ثلاث مباريات متتالية في الدور الحاسم لتصفيات كأس العالم 1994 FIFA والذي أقيم في تشرين الأول/أكتوبر عام 1993. ولكن تألق "الملك كازو" لم يحل دون خروج منتخب بلاده من المنافسة على إحدى البطاقتين المؤهلتين لكأس العالم.
التصريحات
"لا أتذكر الأجواء في غرف الملابس بعد المباراة ولا حتى ما قلته لرجال الصحافة بعد ذلك ولا حتى رحلة العودة إلى الفندق. لقد كرست نفسي لكي أعيش حلم كأس العالم. لقد خضنا العديد من معسكرات التدريب وأمضيت أوقاتاً كثيرة مع زملائي على حساب عائلتي وكنت أرى كأس العالم أمامي ولكن أحلامنا تبخرت في الهواء،" هذا ما قاله لاعب وسط اليابان هاجيمي موريياسو بعد "فاجعة الدوحة".
أما لاعب وسط اليابان روس راموس، فقد قال، "كانت المباراة رائعة بين منتخبين يسعيان للفوز. صحيح أننا لم نفز ولكنها كانت إحدى أفضل المباريات في مسيرتي. لقد لعب المنتخب
العراقي بشكل قاسي ولكن بعدل وكبرياء. لقد صادفتهم في بهو الفندق في إحدى المرات وأتذكر أنهم كانوا يعتبرون المنتخب الياباني فريقاً رائعاً وشكرتهم وقلت لهم أنتم أيضا منتخب رائع".
ماذا حدث بعد ذلك؟
وضع منتخب اليابان كابوس الدوحة جانباً واستعاد عافيته ليتأهل إلى نهائيات كأس العالم فرنسا 1998 FIFA حيث حل المدرب تاكيشي أوكادا مكان شو كامو في 1997 بعد سلسلة من النتائج المخيبة في المباريات الأولى من التصفيات. وأدى تعيين أوكادا إلى تغيير جذري على مستوى أداء المنتخب الذي توّج مشواره بفوز رائع على إيران 3-2 في مباراة فاصلة منحت المنتخب الياباني فرصة التأهل إلى النهائيات للمرة الأولى في تاريخه.