السومرية نيوز/
بغداد
لم يدر في خلد الشاب
جراح نصار الذي امتهن بيع الخضار في محافظته "الناصرية"، أن يكون يوما بحجم الشهرة التي اكتسبها عبر تحقيقه اوسمة التفوق من الذهب والفضة في رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة، والتي كان لدخوله فيها تحول كبير من شعوره بأنه غير سوي وهو من قصار القامة.
النشاة والولادة
ولد
جراح نصار في
مدينة الناصرية عام 1991، بعد أخت كبرى، ومن عائلة متواضعة المستوى المعيشي،وترتيبه في العائلة الثاني وله شقيقتان وشقيق واحد، ولم يكمل دراسته التي توقفت عند حدود المدرسة الابتدائية، ليتجه للعمل في (بسطة خضار)، في احد شوارع
المدينة ولتعتاش العائلة على هذه المهنة، حتى بعد زواجه وانجابه لأربعة أطفال.
الاتجاه للرياضة
وكسائر شباب المنطقة ورغم (قصر القامة)، فإن
جراح اتجه لممارسة لعبة كرة القدم في فريق البطحاء وعلى الساحات الترابية، بعد ان وفق بين العمل وهم العيش وبين تلبية رغبة النفس في ممارسة الهواية المحببة، حتى التقاه أحد أفراد اللجنة البارالمبية حميد كامل الذي تخصص برياضة المبارزة للمعاقين، ونصحه بالاتجاه للرياضة وماكان على
جراح إلا تلبية الدعوة وولج الميدان الرياضي في ألعاب القوى من خلال المشاركة في البطولات التي تقام في المحافظة فضلا عن المشاركة في بطولات بمحافظتي البصرة وميسان، ومن ثم أقيمت اختبارات للمعاقين في
بغداد وكان حاضرا بقوة حتى تمت دعوته للمنتخب الوطني.
بطل من ذهب
وقق
جراح نصار نتائج مميزة خلال مشواره الرياضي في ألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة وعبر المشاركة في البطولات المختلفة على الصعد العربية والآسيوية والعالمية، واحرز لاعب نادي
الناصرية والمنتخب الوطني العراقي برمي الثقل الميدالية الذهبية بعد أن حطم الرقم القياسي في بطولة العالم لألعاب القوى المقامة في العاصمة القطرية الدوحة، لينتزع الرقم القياسي من منافسه الروسي دشكين ديمتري، ويتأهل لبارالمبياد ريو دي جانيرو في البرازيل والتي احرز فيها الوسام الذهبي وبرقم قياسي بمسافة 10,76 متر، وبلغت الميداليات التي أحرزها ابن
الناصرية عشر ميداليات في مسيرته الرياضية تنوعت بين الذهب والفضة والبرونز.
حب الوطن
ويقول نصار أنه كان ملهما بحب العراق، وفي كل رمية يهتف باسم العراق ويؤكد أن العراق هو الذي رمى الثقل في تعبير عن مدى الوطنية التي تفيض به عندما أجهش بالبكاء لحظة تتويجه بالوسام الذهبي في بارلمبياد لندن، وعادت تلكم النتائج بالفائدة على اللاعب حيث تم رفع راتبه الشهري إلى 800 ألف دينار بدلا من 600 ألف دينار، فضلا عن تكريمه من قبل وزير الشباب والرياضة وتعيينه على ملاكات الوزارة.