السومرية نيوز/
بغداد
يعد اللاعب الإيطالي باريزي أسطورة من أساطير كرة القدم التي لا يتذكرها الكثير من متابعي الجيل الحالي، حفر اسمه في سجل عمالقة كرة القدم بأداء رجولي ومجهود وفير على أرضية الملعب، وهو ما جعل إدارة نادي
ميلان تحجب الرقم 6 من قمصان الروسونيري تكريمًا للاعب لن تنجب ملاعب الساحرة المستديرة مثله مرة أخرى
بداية القصة
في يومٍ ما قرر جوزيبي أن يصطحب شقيقه الأصغر فرانكو ليخوضا اختبارات
القبول في مدرسة كرة القدم الخاصة بنادي انتر الايطالي، الشابان المقيمان في مدينة ترافاجلياتو الواقعة في
مقاطعة بريشيا الايطالية أردا أن يجربا حظهما مع كرة القدم بعد أن فقدا والديهما في مرحلة مبكرة من العمر .
خيبة الأمل
ولكن لسوء الحظ أراد القدر أن يفرق بينهما في ملاعب كرة القدم، فنجح جوزيبي في اختبارات
القبول ولم يقنع الشقيق الأصغر فرانكو مسئولي النيراتزوري، ولكنه لم يستسلم لخيبة الأمل فقرر الانتقام من النيراتزوري بطريقة غير مباشرة، ليذهب إلى قطب مدينة ميلانو الآخر والغريم الأزلي ميلان، ثقة الشاب الصغير في قدراته وإصراره على خوض التجربة أبهرت مسؤولي النادي اللومباردي ليتم قبوله ويلتحق بصفوف فريق الناشئين .
ربما اثار فرانكو إعجاب مدربي ميلان، ولكن لم يكن أحدهم يعلم أن هذا الشاب سيصبح أيقونة النادي عبر تاريخه، لم يتوقع أحد أن يتم اختياره فيما بعد ضمن قائمة أفضل 100 لاعب في كرة القدم خلال
القرن العشرين .
امتداد للعمالقة
واعتبر جميع المتابعين في خلال سنوات باريزي الأولى في الملاعب أنه الإمتداد الشرعي للأسطورة الألماني بيكنباور نظرًا للتشابه الكبير بينهما في طريقة اللعب خاصة وأنهما يشغلان نفس المركز الدفاعي .
وفاء فرانكو لناديه
ميلان تجلى في أبهى صوره عندما تم تهبيط النادي العريق إلى الدرجة الثانية بتهمة التلاعب في نتائج المباريات، ولكن أصر باريزي على الإستمرار بقميص الروسونيري حتى عاد إلى الدرجة الأولى مرة أخرى ثم خاض حقبة رائعة تحت قيادة المدرب الاسطوري أريغو ساكي الذي قاد الفريق إلى تحقيق إنجازات محلية وأوروبية بتشكيلة ذهبية ما زالت محفورة في أذهان عشاق
ميلان .
رحلة المنتخب
أما على صعيد مشاركاته مع منتخب ايطاليا فقد لعب باريزي في ثلاثة كؤوس عالم وصل خلالها جميعًا برفقة الأدزوري إلى المربع الذهبي؛ حيث كان أحد أعضاء تشكيلة اينزو بيرزوت المتوجة بمونديال اسبانيا 1982 وإن لم يشارك في المباريات، كما أنه شارك في مونديال 1990 الذي نظمته بلاده وأحرزت المركز الثالث بعد الخروج أمام أرجنتين مارادونا في المباراة الشهيرة التي انتهت بركلات الترجيح، وفي مونديال 1994 شارك باريزي في مرحلة المجموعات قبل أن يصاب إصابة خطيرة منعته من المشاركة في العديد من المباريات، ولكنه خاض المباراة النهائية أمام البرازيل وأهدر ركلة جزاء كانت أحد أسوأ لحظات مسيرته الكروية الرائعة .
وتوج باريزي طوال مسيرته التي قضاها بقميص الروسونيري بلقب الدوري الايطالي في ست مناسبات، كما حقق لقب دوري أبطال أوروبا ثلاثة مرات قبل أن يقرر الإعتزال في عام 1997 .