السومرية نيوز/
بغداد
اكد
مكتب رئيس الجمهورية جلال الطالباني، الاحد، ان قوات مشتركة اعتقلت
قاتل الاعلامي محمد بديوي في منطقة المنصور ببغداد، وفيما بين ان البعض حاول استغلال الحادث لتعميق الازمات واثارة النعرات، اعتبر ان الترويج بشأن وجود اللواء الرئاسي في منطقة الجادرية يشكل عبئا على المواطنين، جاء "لاغراض مريضة".
وقال المكتب في بيان صدر، اليوم، واطلعت "السومرية نيوز"، نسخة منه "اننا تابعنا بألم بعض ردود الأفعال التي جاءت من جهات إعلامية وأشخاص مختلفين في أعقاب حادث مقتل الصحفي والأكاديمي الدكتور محمد بديوي، وهذا ما اكدناه في بياننا الذي صدر يوم امس"، مبينا انه "عند وقوع الحادث تابع كبار المسؤولين في
مكتب رئيس الجمهورية وكبار ضباط اللواء الرئاسي بكل حرص ومسؤولية العمل من أجل تأمين إحضار الجاني وتسليمه إلى الجهات المختصة لتأخذ العدالة مجراها في التحقيق، وهو ما تم إبلاغ القيادات السياسية والأمنية به في حينه".
واضاف المكتب ان "الوصول الى الجاني تم من قبل قوة مشتركة من اللواء الرئاسي وقوات عمليات
بغداد وذلك في منطقة المنصور ببغداد، واحضر من المنصور وسلم إلى جهات مختصة في المنطقة الرئاسية"، مشيرا الى ان "ذلك يفند كل الادعاءات التي أوحت أو صرحت علناً وبعضها ما زال يصرح بأن العمل كان يجري من أجل تهريب الجاني الذي كنا قبل سوانا حريصين وكما ذكرنا على أن يسّلم للقضاء الذي نأمل منه ونتوقع أن يتعامل مع الحادث بمهنية واستقلال وبما يحفظ الحقوق ويكرس العدالة".
وتابع المكتب "كان من الجهل الفاضح أو من دوافع القصد السيئ المسبق أن يجري تكرار أن اللواء الرئاسي هو من البيشمركه"، لافتا الى ان "هذا اللواء تابع لوزارة الدفاع ومرتبط برئاسة الجمهورية ورئاسة أركان الجيش والقائد العام للقوات المسلحة، كما أن جنوده وضباطه لا يقتصرون على قومية محددة ففيه العرب والكرد والتركمان والمسلمون والمسيحيون بمختلف طوائفهم والصابئة والإيزيديون، وقد تم تعيين معظم عناصره خلال السنوات الأخيرة من جميع المحافظات وبمعايير مهنية دقيقة وليس لأي شخص يكون بمنصب رئيس الجمهورية".
واكد المكتب ان "هناك تعليقات بعضها ورد تحت ضغط صدمة الحادث، وهو ما نقدّره ونتفهمه، فيما اريد من البعض الاخر استغلالها من أجل تشويه الصورة وتعميق الأزمات وإثارة النعرات في وقت حرج وبظروف تتطلب التنبه والتحوط لكل إرادات السوء التي تدفع باتجاه التأزيم وتمزيق الصف"، معتبرا ان "الترويج عن وجود اللواء الرئاسي بمنطقة الجادرية والذي يشكل عبئا على المواطنين، جاء لاغراض مريضة".
وبين المكتب ان "هذا الترويج يخالف كل الحقائق خلال السنوات الماضية التي نجح فيها اللواء بحفظ أمن المنطقة واستقرارها، وبما حال دون وقوع أية جريمة إرهابية أو جنائية وحتى سرقة في المنطقة التي باتت مكانا آمنا ليس للمواطنين من ساكنيها وإنما لعشرات الشركات والمؤسسات والجهات الإعلامية والنواب والمسؤولين الحكوميين، وكل ذلك بفعل دقة الاجراءات الأمنية وتعاون المواطنين"، داعيا "الإعلام المنصف والمهني الى التحري عن صحة هذه الحقائق من خلال استطلاع آراء السكان بهذا الخصوص برغم معرفتنا ان هذه المنطقة هي واحدة من أكثر الأماكن راحة وأمانا واطمئنانا للمواطنين".
واوضح المكتب "اننا عملنا واللواء الرئاسي بكل مسؤولية وبتقدير كبير لطبيعة الحادث، ونجحنا في ذلك على الرغم من عدم منحنا الوقت والفرصة اللازمة للعمل بهدوء"، مؤكدا ان "الحادث اريد لتداعياته أن تأخذ بعداً سيئاً".
وكانت وزارة البيشمركة في إقليم كردستان اكدت، اليوم الاحد (23 اذار 2014)، ان الضابط الذي قتل الاعلامي محمد بديوي ينتمي لوزارة الدفاع المركزية ولا يرتبط بها، وفيما اعتبرت ان استغلال القضية بصورة سياسية هو "جريمة"، اشارت الى ان تطويق مقر رئيس الجمهورية على خلفية "حادث صغير" مشكلة كبرى.
وشارك العشرات من المواطنين، اليوم الأحد (23 اذار 2014)، في تشييع رمزي للإعلامي محمد بديوي، واعتبر المشيعيون وجود اللواء الرئاسي في
بغداد "رعبا"، وطالبوا بإخلاء العاصمة من مظاهر "العسكرة الكُردية"، كما نظم أساتذة وطلبة الجامعة المستنصرية وقفة احتجاجية استنكارا للجريمة.
وكانت قيادة عمليات
بغداد أعلنت عن تسلمها الضابط المتهم بقتل بديوي، وجاء ذلك بعد وصول القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي إلى الموقع الرئاسي لاعتقال الجاني، فيما سلم جثة المجني عليه إلى ذويه.
ولاقى حادث مقتل بديوي استنكارات رسمية وإعلامية واسعة من بينها
مكتب رئيس الجمهورية جلال الطالباني، فيما قررت عشرات الصحف المحلية الاحتجاب عن الصدور اليوم الأحد احتجاجاً على ذلك.
يذكر أن ضابطا من القوات التابعة لفوج حماية رئيس الجمهورية جلال الطالباني أقدم، أمس السبت (22 اذار 2014)، على قتل الأستاذ الجامعي محمد بديوي والذي يشغل منصب مدير
مكتب إذاعة العراق الحر لدى توجهه إلى
مكتب الإذاعة في منطقة الجادرية قرب مدخل جسر ذو الطابقين وسط بغداد، بعد مشادة كلامية جرت بينهما.