السومرية نيوز/ كركوك
اتهمت
الكتلة التركمانية في مجلس محافظة كركوك، الأربعاء، العرب والكرد بمنع تشكيل قوات صحوة من التركمان لحماية مناطقهم في قضاء طوزخرماتو، وفيما رفض العرب هذا الاتهام، اعتبر الكرد تشكيل قوات من فئة معينة تكريسا للطائفية.
وقال رئيس
الكتلة حسن توران، في مؤتمر صحافي عقده بمبنى مجلس المحافظة، وحضرته "السومرية نيوز"، إن "هناك قوى أمنية أخرى تابعة لقوميات أخرى، لكن عندما يتعلق الأمر بالتركمان وحماية مناطقهم تنعكس الصورة".
وأضاف توران وهو رئيس مجلس كركوك "نحن واثقون أن جُل
الشعب العراقي بكل أطيافه ومكوناته يتعاطف مع مطالبنا كتركمان ويدعم كل خطوة تسهم في حفظ
الأمن في مناطقنا التي تنزف منذ ما يقارب السنتين ولا مستجيب لصرخاتنا"، متسائلاً "إلى متى سيستمر نزيف الدم للشعب التركماني ومن المسؤول عن إيقافه".
وتابع توران أن "الكتلة التركمانية تقدم شكرها الجزيل لكل من ساندنا في محنتنا وواسانا وقدم لنا التعازي ودعم مطالبنا المشروعة، لكننا نهيب بالجميع بعدم الوقوف أمام مطالبنا المشروعة وخاصة تشكيل الصحوات في قضاء طوز".
ودعا توران المعترضين على قرار تشكيل قوات صحوة من التركمان إلى "مراجعة حساباتهم"، مضيفاً أن "من يقول تشكيل صحوات من مكون واحد يخالف الدستور نذكره بأن الصحوات المشكلة سابقاً كانت من قومية واحدة وليس فيها تركماني واحد".
وأشار توران إلى أن "الشعب التركماني يتعرض لأبشع هجمة شرسة تستهدف المواطنين والمسؤولين التركمان في قضاء طوزخورماتو وكركوك وباقي مناطق تركمن إيلي".
وأضاف "نشعر أن هناك مؤامرات تحاك في الغرف المظلمة لتقسيم
الشعب التركماني طائفياً عبر ترويج أكاذيب وترهات في بعض وسائل الإعلام لخلق هذه الفتنة"، مؤكداً أن "الشعب التركماني لن يستجيب لمؤامراتكم وأن عدو التركمان المشترك هو الإرهاب الأعمى الذي سنستمر بالتصدي له لآخر قطرة من دمائنا دون أن نفرط بحقوقنا القومية".
ولفت توران إلى أن "المديرية العامة لتربية كركوك أقالت مديرة مدرسة ثانوية في كركوك بسبب استخدامها اللغة التركمانية في المدرسة رغم أنها لغة رسمية في
المحافظة بموجب الدستور"، مضيفاً "كما أن تعيين مدير عام تربية كركوك من المكون التركماني ما زال متعثر في وزارة التربية رغم تصويت مجلس
المحافظة على مرشحنا".
من جانبه، قال عضو مجلس محافظة كركوك والقيادي في الجبهة التركمانية علي مهدي، في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "العرب والأكراد اعترضوا على تشكيل قوة صحوة تضم 700 عنصر من التركمان، لحماية المناطق التركمانية في قضاء طوزخرماتو".
وأشار إلى أن "التركمان لم يعترضوا على قوات الصحوة التي جرى تشكيلها في
العراق وهي من مكون واحد، وكذلك بالنسبة لقوات البيشمركة والأسايش"، متسائلاً "لماذا يعترض العرب والأكراد تشكيل قوة من التركمان لحماية مناطقهم".
وأضاف مهدي "التركمان يتعرضون لأبشع صور القتل والتهجير والاستهداف الممنهج، والغاية من ذلك باتت مكشوفة ومعروفة وهي السيطرة على أراضي ومناطق التركمان في
العراق وهذا ما حذرنا منه ونحذر".
وشهد قضاء طوزخرماتو، شرقي تكريت، تفجيرا انتحاريا مزدوجا بحزامين ناسفين داخل تجمع للتركمان في القضاء أسفر عن مقتل 10 أشخاص بينهم نائب رئيس الجبهة التركمانية على هاشم مختار أوغلو، والنائب الإداري السابق لمحافظة صلاح الدين أحمد عبد الواحد ونجله، وإصابة 58 آخرين بينهم النائب التركماني السابق محمد مهدي البياتي.
يشار إلى أن قوات الصحوة التي تشكلت في العام 2007 في محافظة الأنبار ومن ثم في محافظات ديالى ونينوى وكركوك وصلاح الدين والعاصمة بغداد، تضم أبناء المكون العربي السني، فيما يقتصر الانخراط في قوات البيشمركة والأسايش على أبناء القومية الكردية.
بدوره قال رئيس
الكتلة العربية في مجلس محافظة كركوك عبد الله سامي العاصي، في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "العرب ليسوا ضد حماية التركمان أو باقي المكونات، ولكن تشكيل قوات صحوة من مكون واحد أمر غير مجدي".
واستدرك العاصي "حتى الصحوات التي تم تشكيلها في كركوك وباقي المحافظات هي ليست قوات أمنية كما يظنها البعض بل أنها شكلت لامتصاص البطالة"، منبهاً إلى أن "انتشار السلاح بأيدي القوات غير الحكومية يسهم في تعدد مصادره وقد يستغل من قبل البعض".
ودعا الحكومة إلى "تشكيل قوات حكومية لتأمين قضاء الطوز ودعم الأجهزة الأمنية وتقوية الجهاز الاستخباري ومنع الاستهدافات المتكررة التي تطال التركمان أو باقي العراقيين".
أما قائممقام قضاء طوزخرماتو والقيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني شلال عبدول، فيعتبر تشكيل قوة أمنية من مكون واحد أمر مرفوض".
وبين في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "الاستعانة بالصحوات وتشكيل قوة من 700 عنصر من التركمان أمر غير مقبول وهذا الأمر دليل على فشل القوات الحكومية من الجيش والشرطة بتوفير
الأمن للمواطن".
ولفت إلى أن "هناك نحو 8 آلاف عنصر أمني من الجيش والشرطة في محافظة صلاح الدين واللجنة الوزارية المعنية بقضاء الطوز تقترح تشكيل صحوة وتسليح العشائر في القضاء، وهذا سيولد فتنية طائفية وعشائرية بين مكونات القضاء".
وشدد عبدول "وجود السلاح خارج أيدي الأجهزة الأمنية الحكومية فكرة غير صائبة"، واصفاً هذا الأمر بأنه "سيزيد الطين بلة"، معتبراً التوصيات الأخرى "مثل تشكيل فوج من شرطة الطوارئ خاص بالقضاء أمر جيد ويجب أن يكون من جميع مكونات القضاء لأن مكونات قضاء الطوز جميعها في دائرة الاستهداف من قبل المجاميع الإرهابية".
واختتم عبدول بالقول "قضاء الطوز بحاجة إلى دعم حكومي ونحن مع تقديم التعويضات وتعويض أهالي الشهداء وتنفيذ مشاريع جديدة تساهم في تطوير القضاء".
وأعلنت اللجنة الوزارية المشتركة التي يترأسها نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني، في (27 حزيران 2013)، تشكيل فوج طوارئ من الشرطة وقوة من الصحوة في قضاء طوزخرماتو، قوامه من 500 إلى 750 عنصراً من التركمان لحماية المناطق التركمانية.
ويعد قضاء طوزخرماتو التابع لمحافظة صلاح الدين (80 كم شمال مدينة تكريت)، إداريا احد المناطق الساخنة شمال العراق، حيث شهد العديد من أعمال العنف والتفجيرات بواسطة السيارات المفخخة والعبوات الناسفة واللاصقة والهجمات المسلحة التي تستهدف المدنيين والمسؤولين المحليين والقوات الأمنية على حد سواء.