السومرية نيوز/واسط
الحاجة أمّ الاختراع، مثل شائع في
العراق والعالم، لكن في محافظة واسط حلت ظاهرة الكلاب السائبة محل الحاجة لتدفع بأحد الأطباء البيطريين إلى اختراع يطلق موجات فوق صوتية ليحمي
مدينة الكوت وساكنيها من هجمة يشنها نحو أربعة آلاف كلب بثوا الرعب في قلوب الأهالي.
السلطات المحلية في
المحافظة بدت عاجزة أمام انتشار الكلاب السائبة في
مدينة الكوت مركز محافظة واسط (180 كم جنوب شرق
العاصمة بغداد)، بالرغم من أنها نفذت العام الماضي
حملة لإبادة الكلاب السائبة لكن ذلك لم يجد نفعاً.
ويقول
مسؤول محلي في
المحافظة لـ"السومرية نيوز"، إن "انتشار الكلاب السائبة في
مدينة الكوت يثير مخاوف حقيقية لدى الأهالي، خاصة الخوف من الإصابة بالأمراض التي قد تحملها هذه الكلاب وفي مقدمتها داء الكلب أو السعار".
المسؤول المحلي فضل عدم ذكر اسمه، لربما يخشى أن تطارده الكلاب السائبة، يشير إلى أن "عدد الكلاب السائبة في أحياء مركز المدينة يقدر بنحو أربعة آلاف كلب حسب تقديرات اعتمدتها المؤشرات الإحصائية للدوائر المختصة كالبيطرة والبلدية وغيرهما".
ويلفت إلى أن "هذا العدد الكبير من الكلاب يتضاعف دون وجود حلول جذرية للحد من انتشارها".
ويذكر المسؤول المحلي "في العام الماضي نفذت مديرية بيئة واسط والمستشفى البيطري
حملة لإبادة الكلاب السائبة قتلت خلالها أكثر من 1000 كلب، استخدمت فيها الطعوم المسمومة، غير أن ذلك لم يغير من الواقع شيئاً".
الطبيب البيطري احمد الزركاني، يؤكد لـ"السومرية نيوز"، أن إبادة الكلاب بالطرق التقليدية التي تتضمن استخدام الطعوم السامة أو العيارات النارية "أصبحت لا تجدي نفعا"، منوها إلى أن "أغلب الكلاب السائبة أصبحت تتحسس الطعوم قبل تناولها، فضلا عن التكلفة الكبيرة لشراء اللحوم".
ويضيف "الوضع الأمني لا يساعد على مطاردة الكلاب باستخدام العيارات النارية خصوصا وأنها تختفي في النهار وتظهر عند المساء"، مشددا على ضرورة "القضاء كليا على الكلاب السائبة بأي طريقة ومحاسبة الأشخاص الذين يقومون بإيوائها سواء في المنازل أو غيرها".
فيما ينبه الطبيب البيطري سفاح بدر، إلى مخاطر انتشار الكلاب السائبة، موضحاً لـ"السومرية نيوز"، أن "داء الكلب يعد من الأمراض الخطيرة على حياة الإنسان والحيوانات بمختلف فصائلها، كونه يصيب الجهاز العصبي المركزي ثم ينتشر عبر الأعصاب الطرفية إلى الغدد اللعابية والأنسجة الأخرى وبالتالي قد يؤدي إلى الوفاة".
القلق الذي يعيشه أهالي
مدينة الكوت، وعجز الجهات المعنية عن إيجاد حل لانتشار الكلاب السائبة، دفع الطبيب البيطري مظفر داود سلمان، إلى اختراع جهاز طارد للكلاب السائبة وغيرها من الحيوانات غير المرغوب بها، وكذلك الجرذان.
ويوضح سلمان لـ"السومرية نيوز"، أنه قام بتحوير جهاز كهربائي متوفر في الأسواق المحلية، إلى جهاز يطلق ترددات فوق صوتية يؤثر على الجهاز العصبي للكلاب وكذلك الخنازير والجرذان والأرانب والمواشي.
سلمان أخذ بعين الاعتبار الكلفة المالية لهذا الجهاز، وكذلك مصدر الطاقة التي يعمل بها لتجنب انقطاع التيار الكهربائي، وكذلك مدى فاعليته لضمان نتائج إيجابية تخلص الأهالي من قلقهم، إذ يقول "سعر الجهاز 60 دولاراً، ويعمل بالبطارية العادية، كما يمكن التحكم بمستوى تردده لكي لا تعتاد الحيوانات على مستوى واحد من التردد، وكذلك استشعاره الحركة بالأشعة تحت الحمراء ليلاً".
ويؤكد "قمت بتجربة فاعلية الجهاز وكانت النتائج إيجابية، حيث أثار انزعاج الكلاب ونفورها كلما قربنا الجهاز منها".
ويضيف سلمان "تأثير الجهاز يصل إلى مسافة 5000 متر مربع"، مشيرا إلى أن "البحث جار لتطويره واستخدامه في مناطق الريف التي تعاني من انتشار الحيوانات المفترسة كالذئاب والخنازير إضافة إلى الجرذان والأرانب لما لها من أضرار بشرية واقتصادية وبيئية".
ويلفت إلى أن الجهاز "يؤثر أيضاً على الماشية، ما يسهم بالحد من الأضرار المادية التي تتسبب بها قطعان المواشي عند تسللها إلى الأراضي الزراعية وما يترتب على ذلك من نزاعات عشائرية"، مضيفاً "يمكن نشر الجهاز حول المدن والبساتين لمنع الحيوانات من التسلل إليها".
ويبين سلمان "يمكن تشغيل الجهاز بالتحكم عن بعد، أو بشكل ذاتي عند حلول الظلام، أو عند استشعاره لأصوات الحيوانات، أو بشكل مستمر في الأماكن التي تقتضي ذلك، وخاصة عند بداية العمل به فهو يعمل بالبطارية ولا يتأثر بانقطاع التيار الكهربائي".
ويختم سلمان حديثه بالقول إن "المشروع ستتولاه جامعة واسط بالاشتراك مع الحكومة المحلية في
المحافظة لتوفير الأجهزة والمعدات اللازمة لتنفيذه بشكل أوسع وأكبر".
يشار إلى أن الطبيب البيطري مظفر داود سلمان، من مواليد قضاء الحي جنوب الكوت 1965 وهو عضو مؤتمر الأطباء البيطريين العرب عام 2000، وعضو مؤتمر المخترعين العراقيين 2002، وعضو المؤتمر الصحي لمحافظات الجنوب والوسط برعاية اللجنة الصحية في مجلس النواب العراقي، وعضو مؤتمر الصحة الحيوانية برعاية جامعة كولارادو/دمشق، وحاصل على ثلاث براءات اختراع للأعوام 1988 و1989 و2010 في المجال الطبي والصحي والعسكري، وهو صاحب مشروع البطاقة الذكية لمربي الحيوانات في وزارة الزراعة عام 2013.