السومرية نيوز /
أربيل
أكدت حكومة إقليم
كردستان العراق أن
الاجتماع الذي عقده الوفد الكردي في بغداد، اليوم الاثنين، لم يتوصل إلى
اتفاق
لسحب قوات البيشمركة من المناطق المتنازع عليها، مؤكدة أن الوفد يمثل
لجنة
"تقنية وفنية" لا تملك صلاحية اتخاذ القرارات.
وقال المتحدث
الرسمي
باسم حكومة الإقليم سفين دزئي في حديث لـ"
السومرية نيوز"، إن "اجتماع
الوفد الكردي اليوم في
مكتب القائد العام للقوات المسلحة ببغداد لم يتوصل إلى
اتفاق
لسحب قوات البيشمركة من المناطق المتنازع عليها"، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن
"الوفد يمثل
لجنة تقنية وفنية عملها إيجاد حلول مناسبة للأزمة والتمهيد لاجتماع
على مستوى الوزراء المعنيين".
وأوضح دزئي أن
"الوفد الكردي لا يتملك صلاحية اتخاذ القرارات من دون الرجوع إلى رئاسة اقليم
كردستان"، فيما أكد أنه "يسعى إلى التوصل إلى حل سلمي للأزمة يجنب الجميع
الصدامات العسكرية".
وعقد مسؤولو وزارة
الدفاع العراقية، صباح اليوم الاثنين، اجتماعاً مع وفد من البيشمركة في
مكتب القائد
العام للقوات المسلحة، لمناقشة الأزمة الأخيرة بين
بغداد وأربيل.
وأكد رئيس حكومة إقليم
كردستان نيجيرفان
البارزاني، اليوم الاثنين، أن قوات البيشمركة ستنسحب من مواقعها في حال تم التوصل
إلى
اتفاق بشأن قيادة عمليات دجلة مع حكومة بغداد، داعياً الأخيرة إلى الابتعاد عن
لغة السلاح والدبابات، فيما استبعد حدوث صدام عسكري بين الطرفين.
وكان مصدر عسكري
في محافظة كركوك أفاد، اليوم الاثنين، بأن عمليات دجلة حركت فوجاً آلياً مدرعاً وست
مروحيات هجومية إلى قاعدة تل الورد العسكرية جنوب عرب كركوك.
وتصاعدت حدة الأزمة
بين إقليم
كردستان وحكومة بغداد، عقب حادثة قضاء الطوز في محافظة صلاح، في (16 تشرين
الثاني 2012)، والتي تمثلت باشتباك عناصر من عمليات دجلة وحماية موكب "مسؤول كردي" يدعى كوران
جوهر، مما أسفر عن مقتل وإصابة 11 شخصاً غالبيتهم
عناصر من قوات عمليات دجلة، الأمر الذي عمق من حدة الأزمة المتجذرة أساساً بين الطرفين،
وتصاعدت حدة التوترات والتصريحات بينهما مما أنذر بـ"حرب أهلية" بحسب مراقبين،
كما اتهم كل طرف الآخر بتحشيد قواته قرب القضاء، الأمر الذي دفع رئيس الحكومة العراقية
نوري المالكي إلى طرح مبادرة لحل الأزمة تتمثل بتشكيل قوات مشتركة من الطرفين لحماية
المناطق المتنازع عليها.
كما تدخل رئيس مجلس
النواب أسامة النجيفي وطرح مبادرة لتقريب وجهات النظر وحل فتيل الأزمة، وعقب اجتماعه
برئيس الإقليم مسعود البارزاني في (21 من تشرين الثاني الحالي)، أعلن الأخير، موافقته
على مبادرة النجيفي والقبول بالتفاوض والعودة لاتفاقية العام 2009، المتمثلة بتشكيل
قوات مشتركة لحماية المناطق المتنازع عليها.
لكن بوادر التهدئة
وحل الأزمة لم تنعكس حتى الآن على الأرض، في الوقت الذي ما تزال فيه القوات العراقية
والبيشمركة في مواقعها، ولم تصدر أي أوامر لا من حكومة المركز ولا الإقليم بالانسحاب.
يذكر أن قرار تشكيل
قيادة عمليات دجلة الذي أعلنت عنه وزارة الدفاع العراقية في (3 تموز 2012)، للإشراف
على الملف الأمني في محافظتي ديالى وكركوك، وانضمت إليها فيما بعد محافظة
صلاح الدين،
أثار حفيظة الكرد بشكل كبير، إذ اعتبروه "لعبة" سياسية وأمنية وعسكرية، وطالبوا
الحكومة الاتحادية بالتراجع عنه.