السومرية نيوز/ بغداد
حمل نائب رئيس كتلة التحالف الكردستاني، السبت، رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي مسؤولية التصويت على إلغاء التموينية، معتبرا أنه يمثل المجلس ويستطيع رفض وقبول المقترحات، أكد أن القول بأن المقترح مقدم من وزير التجارة "ليس مبررا".
وقال محسن سعدون في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "كل الوزراء الذين حضروا جلسة التصويت على إلغاء التموينية يؤكدون أن المقترح لم يدرج بجدول أعمالها، وإنما طرح بشكل مفاجيء"، مضيفا أن "الفكرة أتت من قبل أحد الوزراء، لكن التصويت تم بعجالة عليه".
واعتبر سعدون أن "المالكي يمثل مجلس الوزراء باعتباره رئيسا له، وهو وحده من يستطيع قبول ورفض المقترحات بجدول الاعمال"، مشيرا إلى أن "كل من صوت على القرار لا يتحمل المسؤولية بقدر ما يتحملها رئيس مجلس الوزراء، وكان من المفترض أن يقول بتأجيل المقترح والتريث به".
وأكد حزب الدعوة الإسلامية، اليوم السبت، أن رئيس الحكومة نوري المالكي لم يكن راضيا عن قرار إلغاء البطاقة التموينية، مشيرا إلى أن الوزراء هم من صوتوا عليه بعد تقديمه كمقترح من وزير التجارة خير الله بابكر. وأشار سعدون إلى أن "القول بأن المقتل جاء من قبل الجانب الكردي فلا يبرر مسؤولية رئيس الوزراء، فضلا عن أن المقترح لاقى تصويتا من كل الوزراء بما فيهم وزراء ائتلاف المالكي"، معتبرا أن "الخطا كبير من قبل ينظم عمل رئيس الوزراء، وكان من المفترض التريث قبل الوقوع بهذا المازق".
ولفت سعدون إلى أن "وزير التجارة مختص فنيا وليس سياسيا أو حزبيا، وعندما يجد فسادا كبيرا بوزارة التجارة فهو ملزم بتقديم المقترحات، لكن تلك المقترحات غير ملزمة للتصويت".
وكان حزب الدعوة الإسلامية دعا في بيان صدر، اليوم السبت (10 تشرين الثاني 2012)، مجلس النواب العراقي إلى تخصيص مبالغ كافية لمفردات البطاقة التموينية وإصلاح نظامها، فيما طالب الوزراء المصوّتين على إلغاء البطاقة التموينية وتعويضها بمبالغ نقدية "بالتريث في قرارهم". وقرر مجلس الوزراء في جلسته الثامنة والأربعين التي عقدت، في (6 تشرين الثاني 2012)، استبدال البطاقة التموينية المطبقة حالياً بمبالغ نقدية توزع على المشمولين بالنظام المذكور بواقع (15) ألف دينار لكل فرد. ولاقى هذا القرار ردود فعل رافضة له، حيث حذر رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، من خطورته، واشترط حصول توافق وطني لاتخاذه، كما أكد قرب استضافة البرلمان لوزيري التجارة والمالية ومناقشتهما علنيا بشأنه. وأبدى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، استغرابه واستهجانه للقرار، معتذرا للشعب عن تصويت من ينتمي له ، ودعا البرلمان إلى استضافة رئيس الوزراء والمسؤولين عن إصداره "إن أمكن ذلك"، كما قدم المرجع الديني محمد اليعقوبي، خمسة مقترحات للحكومة العراقية لإنجاح قرارها ،وشكك بإمكانية نجاح توزيع البدل النقدي على المواطنين. فيما طالب المرجع الديني علي السيستاني، بإعادة النظر بالقرار، كاشفا عن "استغاثة" الكثير من المواطنين بها بسببه، فيما حذر من تداعياته الخطيرة على معيشيا واقتصاديا. كما اتهم التيار الصدري، اليوم السبت (10 تشرين الثاني 2012)، ائتلاف دولة القانون بـ"دعم" قرار إلغاء البطاقة التموينية، مبينا أن جميع الأطراف الأخرى رافضة لهذا القرار، فيما اعتبر أن تهميش هيئة النزاهة وعدم السماح لها بمحاسبة المسؤولين المفسدين هو الذي يورث مثل هذه القرارات. وأعلنت القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي، اليوم السبت، رفضها للقرار، وحذرت من استشراء الفساد بآليات توزيع مبالغ التعويض المخصصة للمواطنين. كما اتفق رؤساء الكتل السياسية واللجان البرلمانية خلال اجتماع عقد، اليوم السبت، برئاسة رئيس البرلمان أسامة النجيفي وحضور نائبيه قصي السهيل وعارف طيفور، على عرض موضوع إلغاء البطاقة التموينية في البرلمان خلال جلسة الاثنين المقبل لمناقشته. فيما أكد المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء، في (9 تشرين الثاني 2012)، أن قرار مجلس الوزراء القاضي بإلغاء البطاقة التموينية سيخضع للمناقشات في إطار وطني واقتصادي، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء تحدث عن إمكانية تطبيقه بمحافظة او أكثر لمعرفة مدى نجاحه. ووعد رئيس الحكومة نوري المالكي بزيادة بدل الحصة إلى 25 ألف دينار، مشيرا إلى أن نظام البطاقة التموينية بحاجة إلى الإصلاح، فيما أكد أن مجلس الوزراء قرر توفير المواد الغذائية في الأسواق بالإضافة إلى المبلغ المقرر. وأكد وزير التجارة خير الله حسن بابكر، أمس الجمعة، أن وزارته ستوزع 850 ألف طن من المواد الغذائية على المواطنين قريبا. وقلصت الوزارة في 2010، مفردات البطاقة إلى خمس مواد أساسية هي مادة الطحين، والرز، والسكر، والزيت، وحليب الأطفال، وأكدت أن باقي مفردات البطاقة التموينية التي يمكن شراؤها من الأسواق المحلية كالبقوليات والشاي ومسحوق الغسيل وحليب الكبار سيتم إلغاؤها. يذكر أن غالبية العراقيين يعتمدون على ما تزوده بهم البطاقة التموينية في حياتهم اليومية منذ بدء الحصار الدولي على العراق في العام 1991 بعد حرب الكويت، وتشمل مفردات الحصة التموينية للفرد الواحد الرز، والطحين، والزيت النباتي، والسكر، والشاي، ومسحوق الغسيل، والصابون، والحليب المجفف(للكبار)، والحليب المجفف (للصغار)، والبقوليات كالعدس و الفاصوليا و الحمص، وتقدر قيمة هذه المواد بالنسبة للفرد الواحد في السوق المحلية بنحو عشرة دولارات من دون احتساب حليب الأطفال، في حين يتم الحصول عليها عن طريق البطاقة التموينية بمبلغ 500 دينار فقط.