السومرية نيوز/
بغداد
حصلت
السومرية نيوز على وثيقة رسمية مرسلة من
قائد شرطة محافظة
صلاح الدين
المقال كريم الخزرجي إلى وزارة الداخلية
قبل 73 ساعة من حادثة هروب السجناء من تسفيرات تكريت، يحذر فيها من خطورة الوضع في
السجن وإمكانية حدوث
حالات فوضى أو هروب من قبل الموقوفين الذين ينتمون أغلبهم لتنظيم
القاعدة، ويطالب بالإيعاز لقوات من خارج السجن لنقل السجناء إلى معتقل آخر.
وتنقل الوثيقة الصادرة عن
قائد شرطة
صلاح الدين كريم الخزرجي في
الـ25 من ايلول2012 قوله، إن بناية الموقف والتسفيرات غير محكمة، مبينا أنه سبق وأن تم حفر نفق بطول 10 امتار لغرض هروب السجناء
ولمرتين متتاليتين وتم إحباط المحاولتين من قبل المديرية.
ويروي الخزرجي مخاطبا الداخلية أن عدد النزلاء
يبلغ 325 بينهم 49 محكوما بالإعدام و61 محكومين بأحكام مختلفة تتراوح مابين سنة واحدة
والمؤبد، مشيرا إلى أن هؤلاء استطاعوا أن يفرضوا نوع من السيطرة على باقي السجناء وإخضاعهم
تحت التهديد بعدم تنفيذ أوامر السجن من تسفير ومرافعات.
وتشير الوثيقة عن الخزرجي إلى أن مديريتنا قامت بمحاولتين
لغرض تفريق النزلاء إلى باقي المديريات إلا أننا جوبهنا بفوضى داخل السجن وإحداث فتحات
بجدران الموقف وخلف الأبواب مما أجبرنا على إيقاف تنفيذ الأمر"، مؤكدا أن المحكومين
والموقوفين داخل التسفيرات هم من أبناء المحافظة وأغلبهم من تنظيم القاعدة الذي مازال
عاملا في المحافظة.
ويتابع الخزرجي أن هذا الأمر أحدث ردة فعل لدى ضباط
ومنتسبي مديرية شرطة المحافظة في إخراجهم بالقوة من التسفيرات كونهم معروفين وتعرض
أغلبهم إلى تهديد أسرهم بالقتل وتم تفجير عدد من دورهم السكنية كما حصل استهداف لعدد
من ضباط التحقيق وآخرها مقتل مدير قسم التحقيق في مدير مكافحة
صلاح الدين العقيد سبع
محمد محمود.
وتظهر الوثيقة مطالبة
قائد شرطة
صلاح الدين لوزارة الداخلية
بالإيعاز إلى فوج مكافحة المحافظة الإقليمي والفوج الرابع لواء الرد السريع لإخراج
السجناء من سجن التسفيرات كون هذه القوات تمتلك الوسائل والإمكانيات في تنفيذ الواجب
والتحسب لأي طارئ، كون جميع منتسبي هذه القوات من خارج المحافظة.
وكان مسلحون مجهولون قد تمكنوا، في (27
أيلول 2012)، من تهريب عدد من معتقلي سجن تسفيرات تكريت وسط المدينة، بعد تفجير سيارة
مفخخة واشتباكهم مع حراس السجن، مما أسفر عن مقتل وإصابة 63 شخصاً غالبيتهم عناصر أمن،
فيما أكدت وزارة الداخلية، في (29 أيلول 2012)، هروب 102 نزيلاً من سجن تسفيرات تكريت
بينهم 47 من عناصر تنظيم القاعدة محكومون بالإعدام.
وأعلنت محافظة
صلاح الدين، في (28 أيلول
2012)، أن وزارة الداخلية أقالت
قائد شرطة
صلاح الدين اللواء عبد الكريم الخزرجي بعد
ساعات على هجوم سجن تسفيرات تكريت، وعينت اللواء الركن غانم القريشي بدلا منه، فيما
استدعت الوزارة الخزرجي بعد يومين من إقالته وقررت احتجازه على خلفية الحادث.
ويضم سجن التسفيرات في تكريت، قبل عملية
الهروب، أكثر من 350 نزيلاً بينهم محكومون بالإعدام، قبل أن تقرر الجهات المسؤولة توزيع
المعتقلين على مراكز أخرى اثر أعمال شغب اندلعت خلال العام الماضي 2011.
وشهد سجن التسفيرات في تكريت خلال شهر نيسان
2012، إحباط محاولة هروب جماعي لنزلاء السجن من خلال نفق حفروه، كما شهد في (23 آذار
2011)، أعمال شغب واضطرابات أحرق خلالها عدد من الموقوفين بعض أقسام السجن احتجاجاً
على سوء معاملتهم، مما أسفر عن إصابة 15 شخصاً بينهم ضابط كبير، وشهد السجن ذاته، في
(23 تشرين الثاني 2011)، اندلاع أعمال شغب على خلفية نقل 13 معتقلاً إلى العاصمة
بغداد
بعد صدور قرارات قطعية بحقهم وفق التهم التي اعتقلوا بسببها.
وطالب القيادي في ائتلاف دولة القانون ياسين
مجيد، في (29 أيلول 2012)، بسجن
قائد شرطة محافظة
صلاح الدين ومحاكمته بتهمة
"التقصير" في تأمين سجن تكريت وعدم الاكتفاء بطرده من منصبه.
واتهمت قيادة الفرقة الرابعة بالجيش العراقي
في محافظة
صلاح الدين، في الثاني من تشرين الأول 2012، حراس سجن تسفيرات تكريت بـ"التواطؤ"
مع النزلاء لتهريبهم، مبينة أن جميع أقفال أبواب غرف السجن لم تكن مكسورة بعد الحادث.
وأكد محافظ
صلاح الدين احمد عبد الله، في
(28 أيلول 2012)، وجود تواطأ من المشرفين على سجن تسفيرات تكريت سهل عملية التمرد وهرب
بعض النزلاء، داعيا الأهالي إلى التعاون من اجل اعتقال الفارين.
يذكر أن محافظة
صلاح الدين ومركزها مدينة تكريت،
170 كم شمال العاصمة بغداد، تشهد بين مدة وأخرى أعمال عنف تستهدف المدنيين والقوات
الأمنية على حد سواء، كما تنفذ الأجهزة الأمنية بين الحين والآخر حملات دهم وتفتيش
في أنحاء المحافظة، تسفر عن اعتقال عشرات المطلوبين بتهم جنائية وإرهابية.