السومرية نيوز/
بغداد
أعلن رئيس الجمهورية جلال
الطالباني، الأربعاء، أنه أعد رسالة بتواقيع
النواب المنجز تدقيقها لإرسالها إلى
رئيس مجلس
النواب أسامة النجيفي، فيما أكد أنه حتى الآن لم يوقع
على كتاب سحب
الثقة عن رئيس الحكومة كما أشيع في بعض وسائل الاعلام.
وقال الطالباني في بيان صدر عن مكتبه اليوم، وتلقت "
السومرية نيوز"، نسخة منه، إنه "تسلم
من الكتل
البرلمانية قوائم بأسماء
النواب الموقعين على طلب سحب الثقة من الحكومة،
حيث قررت، مساء الاثنين الماضي، تشكيل
لجنة رئاسية للشروع في تدقيق تلك التواقيع،
وباشرت اللجنة أعمالها صباح أمس الثلاثاء"، مؤكدا أنه أعد "رسالة موجهة
إلى رئيس مجلس
النواب أسامة النجيفي يحيل فيها التواقيع المنجز تدقيقها إلى
البرلمان".
وأضاف
الطالباني أن "عددا من وسائل الإعلام تداولت في الآونة الأخيرة أنباء متضاربة
غالبا ما تنسب إلى مصادر مجهولة، وتحتوي على معلومات بعيدة عن الدقة بشأن موقف
رئيس الجمهورية من القضايا المرتبطة بموضوع سحب الثقة عن رئيس الحكومة نوري
المالكي".
وأكد
الطالباني أن "ما نشرته صحيفة المدى بشأن توقيع رئيس الجمهورية على رسالة
بسحب الثقة، بعد أن تلقى تواقيع أكثر من 170 نائبا وتأكد
لجنة خاصة من صحة تلك
التواقيع، عار عن الصحة"، داعيا وسائل الإعلام إلى "توخي الدقة في نشر
الأخبار".
واعتبر
الطالباني أن "الوضع الحساس الذي يمر به البلاد يقتضي من الأطراف السياسية
التمهل في إطلاق التصريحات والإعلان عن مواقف جهات أخرى من دون علمها"،
معتبرا أن "اطلاع الرأي العام على وقائع الأمور حق دستوري مشروع، ولكن من دون
الأضرار بالجهود الرامية إلى بلوغ حلول تكفل استقرار البلد وديمومة العملية
السياسية".
وكان رئيس الجمهورية جلال الطالباني وجه، أول أمس الاثنين، ( 4 حزيران الحالي) بتشكيل
لجنة برئاسة مدير
مكتبه للشروع في تدقيق الرسائل الموقعة من قبل عدد من أعضاء مجلس
النواب وإحصائها
تفادياً لأي طعون أو شكوك في صحتها وضماناً لسلامة العملية الدستورية في البلاد.
فيما أعلن
التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر ، في الرابع من حزيران الحالي، عن تسلم رئيس
الجمهورية جلال الطالباني تواقيع 176 نائباً لسحب الثقة من رئيس الحكومة نوري
المالكي.
لكن
المالكي دعا الطالباني إلى إحالة التواقيع إلى التحريات الجنائية للتأكد من صحتها،
معتبراً أن تنظيم قوائم بأسماء بعض
النواب خارج قبة
البرلمان اقترنت
بـ"ممارسات غير دستورية"، فيما وجه الأجهزة المعنية بجلب كل من يثبت
بحقه القيام بعملية تزوير أو تهديد من أجل أخذ توقيع
النواب وتقديمه إلى العدالة.
وكانت مصادر
مطلعة أكدت لـ"
السومرية نيوز"، أمس الثلاثاء (5 حزيران 2012)، أن توزيع
تواقيع
النواب على كتاب سحب الثقة الذي وصل إلى رئيس الجمهورية جلال الطالباني جاء
على الشكل التالي أربعون توقيعا من التيار الصدري وتسعة وأربعون توقيعا من ائتلاف
الكتل الكردستانية، وخمسة وسبعون توقيعا من ائتلاف العراقية، تسعة تواقيع من نواب
التحالف الوطني، وثلاثة تواقيع من نواب الأقليات.
فيما أعلن
المجلس السياسي العربي في كركوك، أمس الثلاثاء (5 حزيران 2012)، أن نواب عرب كركوك
في القائمة العراقية لم يوقعوا
على كتاب سحب الثقة من رئيس الحكومة نوري المالكي،
فيما أكد أن
النواب ملتزمون بإرادة عرب كركوك بعدم سحب الثقة.
وكان الصدر
دعا الاثنين (4 حزيران 2012)، المالكي إلى تقديم استقالته "من أجل الشعب
والشركاء"، كما دعت كتلة الأحرار التابعة له رئاسة التحالف الوطني إلى
التشاور مع مكوناته لاختيار بديل عن المالكي وعدم إضاعة الوقت.
وفي ظل
الأزمة الحالية تشير أنباء إلى احتمال وصول نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى
العراق من أجل حلحلة الأزمة، إذ أكد نواب عن ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي،
في الرابع من حزيران الحالي، أن واشنطن ستتمكن من إقناع أكثر من طرف سياسي بضرورة
الحوار فيما لو دخلت على خط الأزمة السياسية، مشيرين إلى أن القوى السياسية
الفاعلة مازالت ترى بأن الولايات المتحدة لها كلمة مسموعة في العراق.
يذكر أن
البلاد تشهد أزمة سياسية يؤكد بعض المراقبين أنها في تصاعد مستمر في ظل حدة
الخلافات بين الكتل السياسية، بعد أن تحولت من اختلاف بين القائمة العراقية ودولة
القانون إلى اختلاف الأخير مع التحالف الكردستاني والتيار الصدري وغيرها من
التيارات والأحزاب.