السومرية نيوز/ كركوك
أعلنت رئاسة الجمهورية، الاثنين، أن رئيس الجمهورية جلال طالباني وصل الى مطار السليمانية قادماً من بغداد، حيث يتوقع أن ينضم الى اجتماعات القادة
العراقيين في اقليم كردستان والخاصة بمعالحة الازمة السياسية.
وقال بيان الرئاسة الذي تلقت "
السومرية نيوز"، نسخة منه إن "رئيس الجمهورية جلال طالباني وصل إلى
مدينة السليمانية مساء اليوم، قادماً من
العاصمة بغداد..بعد ان كان قد اجرى خلال تواجده في
مدينة بغداد عدداً من اللقاءات مع مختلف الأطراف السياسية
الهدف منها تحديد المشاكل ووضع الحلول المناسبة على أساس الثوابت الوطنية التي تشمل الدستور والتفاهم البناء الذي لا يستثنى أحدا من الشركاء الوطنيين".
وكان عدد من القادة قد اشاروا الى أن رئيس الجمهورية سينضم لاجتماعات القادة العراقيين، التي بدأت اليوم الثلاثاء، باربيل بمشاركة التحالف الكردستاني والقائمة العراقية، بانتظار انضمام اعضاء من التحالف الوطني للاجتماع لاحقاً.
وكان رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني قد أكد اثناء مشاركته بمؤتمر عن البيشمركة في اربيل امس الاحد، انه سيبدأ بمشاورات مع رئيس الجمهورية جلال الطالباني لايجاد حل للأزمة الراهنة.
وكانت القائمة العراقية بزعامة أياد علاوي كشفت، اليوم الاثنين، عن عقد اجتماع للقادة في اربيل خلال الأسبوع الحالي، بمشاركة قيادات في التحالف الوطني لم تشارك في اجتماعي اربيل الأول والنجف، فيما اعتبرت لغة "التهديد المبطنة" ومواجهة إرادة الكتل لن تزيد الأمور إلا سوءاً.
وأكدت القائمة العراقية، أمس الأحد (27 أيار 2012)، وصول رئيس القائمة اياد علاوي والقيادي فيها أسامة النجيفي إلى أربيل لبدء سلسلة اجتماعات تشاورية مع قادة في التحالفين الكردستاني والوطني، فيما توقعت أن تكون "حاسمة" على صعيد الأزمة الراهنة في البلاد.
وعقد رئيس الجمهورية جلال الطالباني ورئيس إقليم كردستان
العراق مسعود البارزاني وزعيم القائمة العراقية إياد علاوي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ورئيس مجلس النواب اسامة النجيفي وشقيقه محافظ نينوى اثيل النجيفي، في (28 نيسان الماضي) اجتماعا في أربيل لبحث الأزمة السياسية، فيما دعا المجتمعون في أربيل خلال بيان صدر عن رئاسة إقليم كردستان، لحل الأزمة السياسية وفقا لاتفاقية أربيل ونقاط الصدر الـ18، مشددين على الالتزام بالأطر الدستورية التي تحدد آليات القرارات الحكومية وسياساتها.
وحدد الصدر للمالكي عقب اجتماع اربيل مهلة 15 يوماً للبدء بتنفيذ مقررات الاجتماع التي تضمنت التركيز على أهمية الاجتماع الوطني وضرورة الالتزام بمقرراته، والالتزام بالدستور الذي يحدد شكل الدولة وعلاقة السلطات الثلاث واستقلالية القضاء وترشيح أسماء للوزارات الأمنية، لكن المهلة انتهت في (17 أيار 2012)، من دون التوصل إلى نتيجة ملموسة وسط إصرار ائتلاف دولة القانون على التأكيد أنه سلم رد المالكي إلى التيار الصدري ونفي الأخير الأمر.
وكان قادة عن القائمة العراقية والتحالف الكردستاني عقدوا، في (19 أيار 2012)، في منزل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بمحافظة النجف، وسط غياب تام لقادة ائتلاف دولة القانون.
وانتهت امس الاحد، مهلة الاسبوع التي حددها الاجتماع في منزل الصدر، لتقديم بديل عن المالكي، فيما أعلن القيادي فيالقائمة العراقية حامد المطلك أن إجراءات سحب الثقة ستبدأ فور انتهاء المهلة.
وطرح رئيس الجمهورية جلال الطالباني في الـ18 من أيار الحالي، مبادرة للكتل السايسية تتضمن دعوتها إلى وقف الحملات الإعلامية ونبذ الخطاب المتشنج، واعتماد الدستور كمرجعية يحتكم إليها واحترام بنوده، والالتزام بالاتفاقات التي قامت على أساسها حكومة الشراكة الحالية ومنها اتفاقية أربيل لعام 2010، الحرص على استقلالية المنظومة الانتخابية، وتوفير كل المستلزمات الكفيلة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة لمجالس المحافظات عام 2013 ولمجلس النواب عام 2014، والتمسك بثوابت مبدأ الفصل بين السلطات وصون استقلالية القضاء، والإسراع في إقرار قانون المحكمة الاتحادية، وإكمال تنفيذ الالتزامات المنصوص عليها في الدستور وإقرار القوانين والتشريعات الأساسية الضرورية مثل قانون النفط والغاز.
وأبدى المالكي بعد يومين تأييده مبادرة رئيس الجمهورية وجدد دعوته جميع الكتل إلى الاجتماع في
بغداد من دون شروط مسبقة، لكنه اعتبر من جهة أخرى أن الكثير من الاجتماعات التي تشهدها البلاد أمر طبيعي في ظل نظام ديمقراطي "يقوم على أنقاض حقبة دكتاتورية مقيتة"، التصريح الذي استدعى رداً من نائب رئيس إقليم كردستان كوسرت رسول الذي أكد أن كلام المالكي لن يؤثر على مشاركة الكرد في أي اجتماع يعقد في العاصمة، ودعا جميع الأطراف إلى اللجوء للحوار لحل الأزمة السياسية.
وتشهد البلاد أزمة سياسية يؤكد بعض المراقبين أنها في تصاعد مستمر في ظل حدة الخلافات بين الكتل السياسية، بعد أنتحولت من اختلاف بين القائمة العراقية ودولة القانون إلى اختلاف الأخير مع التحالف الكردستاني والتيار الصدري وغيرها من التيارات والأحزاب.