السومرية نيوز/
بغداد
اعتبر ائتلاف
دولة
القانون بزعامة رئيس الحكومة نوري المالكي، الثلاثاء، أن دعوة
نائب الرئيس
الإيراني محمد رضا رحيمي لاتحاد تام بين البلدين، تعبيراً مجازياً يعبر عن الطموح
بالتعاون وبناء العلاقات، مؤكداً أنه لا يحمل إثارة لأي جهة، فيما أشار إلى أن
العراق يطمح بأن يكون وسيطا لإنهاء الخلافات لاسيما بين العرب وإيران.
وقال النائب عن
الائتلاف علي الشلاه في حديث لـ"السورية نيوز"، إن "دعوة
نائب
الرئيس الإيراني الأخيرة لاتحاد تام بين
العراق وإيران هي تعبير مجازي يعبر عن الطموح
بالتعاون وبناء علاقات جيدة وليس كما يعتقد
البعض بأنه
اتحاد بين بلدين"،
مبيناً أن "
العراق لديه رؤية بالتعاون مع كل دول الجوار دون استثناء ما لم
تكن لديها رغبة مخالفة".
وأضاف الشلاه أن
"
العراق لديه علاقات جيدة مع
إيران ويريد لها التطور ولكن ليس على حساب
علاقاتنا بالدول الأخرى"، مؤكداً أن "
العراق يطمح لحل المشاكل في
المنطقة وأن يكون جسراً لإذابة كل الخلافات لاسيما بين العرب وإيران خاصة بعد أن
ترأس القمة العربية وبعد أن رضيت الدول الكبرى بأن يلعب دوراً في استضافة اجتماع
1+5".
ودعا الشلاه الدول
العربية إلى أن "تستفيد من هذا الموقع الإضافي ولا تنظر إلى الأمور بعين
الطائفة بل بعين حرية الأوطان واستقلالها"، معتبراً أن "هذا الاتحاد ليس
فيه إثارة لأي جهة لأن المنطقة بالأصل مثارة طائفياً ولا تريد للعراق أن يلعب
دوراً ريادياً لأنها استمرأت غيابه وأصبحت
دولة مثل قطر تطمح بأن تقود
العرب".
وتابع الشلاه أن
"
العراق ينظر إلى مصالحه ولا يمكنه أن ينظر من خلال اعتراضات
البعض غير
المشروعة ومحاولتهم إبقائه ضمن سقف لا يتعداه"، مؤكداً أن "هذا الأمر
يدعونا إلى علاقات متوازنة مع الجميع وأن لا نسمح لأي طرف أن يملي علينا
خياراته".
وكانت وكالة مهر الإيرانية نقلت أول أمس الأحد
(22 نيسان 2012) عن النائب الأول للرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي، خلال استقباله
رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، قوله إن العلاقات بين الحكومتين والشعبين
الإيراني والعراقي "متينة وفريدة من نوعها"، لافتاً إلى أن
اتحاد العراق
وإيران بشكل تام سيجعلهما يشكلان "قوة كبيرة على الصعيد العالمي".
واعتبر النائب عن ائتلاف
دولة القانون حسين
الأسدي، أمس الاثنين (24 نيسان 2012)، أن دعوة
نائب الرئيس الإيراني الأخيرة
لاتحاد تام بين
العراق وإيران، هدفها توحيد المواقف بين
البلدين على المستوى
السياسي والأمني وبما يخدم مصالحهما.
وتعد تصريحات رحيمي هي الأولى من نوعها التي
تصدر عن مسؤول إيراني وتدعو إلى
اتحاد تام بين البلدين، وهي أول دعوة في تاريخ
العراق تصدر من دول غير عربية، إذ بادرت بعض الدول العربية ومنها مصر وسوريا الى
دعوات للاتحاد مع
العراق خلال ستينيات وسبعينات القرن الماضي إلا أنها جميعها لم
تتكلل بالنجاح.
واختتم المالكي أمس الاثنين (23 نيسان 2012)،
زيارة رسمية إلى طهران استمرت يومين، وكانت آخر زيارة له إلى
إيران في تشرين الأول
2010، ضمن جولة لعدد من الدول الإقليمية شملت سوريا والأردن وتركيا.
ولاقت زيارة المالكي إلى
إيران ردود أفعال
متباينة حيث أكدت القائمة العراقية بزعامة أياد علاوي، في (22 نيسان 2012)، عدم
قبولها زيارة المالكي إلى طهران إذا ما كانت على حساب المصلحة الوطنية، مبينة أن
توقيتها يثير الكثير من الاستفسارات والمخاوف من تكرار سيناريو عام 2010 الذي أدى
لتدخل إيراني بتشكيل الحكومة ودعم طرف على حساب شركائه والتشجيع على فرض
الديكتاتورية وإقصاء بعض المكونات، فيما حملت حركة الوفاق الوطني العراقي بزعامة
أياد علاوي، المالكي مسؤولية "جر البلاد" إلى مزيد من التدخلات الخارجية،
وفي حين اتهمته بـ"ترحيل الأزمات واللعب على وتر الطائفية"، اعتبرت
التدخلات الخارجية سببا في سلب حقها بتشكيل الحكومة.
ويطلق رئيس الحكومة نوري المالكي في أكثر من
مناسبة مواقف يدافع فيها عن استقلالية حكومته وينفي خضوعها لأي تدخلات خارجية،
لاسيما من إيران، المتهمة من قبل عدد من الأحزاب العراقية والدول الأوروبية
والولايات المتحدة أنها تتدخل بشكل مباشر بشؤون
العراق الداخلية وتدعم جماعات
مسلحة وميليشيات شيعية من خلال تجهيزها بالأسلحة والمتفجرات.
واعتبرت القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي،
أبرز المعارضين لرئيس الحكومة نوري المالكي، في (17 كانون الثاني 2012)، أن
إيران
"متشبثة" بالأخير لامتلاكه علاقات قوية مع
إيران وتحاول استثمار تلك
العلاقات للعب دور الوسيط الخارجي مع الولايات المتحدة، فيما طالب النائب عن
التحالف الكردستاني مؤيد الطيب، في (19 كانون الثاني 2012)، المالكي باتخاذ موقف
"حازم" من التدخلات الإيرانية.
يشار إلى أن قائد فيلق القدس الإيراني العميد
قاسم سليماني، أعلن خلال ندوة تحت عنوان "الشباب والوعي الإسلامي" في
(20 كانون الثاني 2012) بحضور عدد من الشباب من البلدان العربية التي شهدت ثورات
ضد أنظمة الحكم فيها أن
العراق وجنوب لبنان يخضعان لإرادة طهران وأفكارها، مؤكداً
أن بلاده يمكن أن تنظم أي حركة تهدف إلى تشكيل حكومات إسلامية في البلدين، مما
أثار سلسلة ردود أفعال منددة من غالبية الكتل السياسية العراقية، قبل أن تنفي
إيران ما نسب لسليماني.
يذكر أن العلاقات العراقية الإيرانية شهدت
خلافات كثيرة ترجع إلى عقود من الزمن، ومعظمها تتركز على عائدية شط العرب الذي يصب
في الخليج، وكان شاه
إيران محمد رضا بهلوي ألغى عام 1969 اتفاقية الحدود المبرمة
بين
البلدين عام 1937، وطالب آنذاك بأن يكون خط منتصف النهر (التالوك) الحد الفاصل
بين البلدين، وفي عام 1972 وقعت اشتباكات عسكرية متقطعة على الحدود، وبعد وساطات
عربية وقع البلدان اتفاقية الجزائر سنة 1975، التي يعتبر بموجبها خط منتصف شط
العرب هو الحد الفاصل بين
إيران والعراق، وخاض البلدان حرباً طاحنة من 1980-1988 راح
ضحيتها مئات الآلاف بين قتيل وجريح ومفقود وأسير ومعاق، فيما تم خلالها هدر
مليارات الدولارات من قبل
البلدين.