السومرية نيوز/
بغداد
أعلنت وزارة الداخلية، الجمعة، أن الخطط والإجراءات
الأمنية التي اتخذتها قبل القمة العربية المقرر عقدها في
بغداد الأسبوع المقبل دفعت
بـ"الإرهابيين" إلى توجيه ضرباتهم لدائرة
العاصمة الأوسع والمحافظات الأخرى،
مجددة استعدادها الكامل لتأمين الحماية للوفود العربية.
وقالت الوزارة في بيان صدر اليوم، وتلقت
"السومرية نيوز" نسخة منه، إنه "في الوقت الذي يستعد فيه
العراق لاستضافة
القمة العربية، التي تعد استحقاقاً سياسياً كبيراً يليق بأهمية البلاد ومركزها
الجيوسياسي في المنطقة، تتسابق القوى الإرهابية لتأكيد حضورها الإعلامي"، معتبرة
أنها "تسعى إلى تنفيذ أعمال هستيرية بهدف التأثير على أجواء القمة" العربية".
وأضافت الوزارة أن "الخطط والإجراءات
الأمنية المشددة أحبطت الجهد الأكبر للإرهابيين"، مبينة أنها "دفعتهم
للقيام بأعمالهم العدوانية في الدائرة الأوسع لبغداد وباقي المحافظات".
وأكدت الداخلية "أنها "اتخذت التدابير الاحترازية والأمنية كافة لاستقبال الوفود المشاركة
في مؤتمر القمة وتوفير الحماية اللازمة لهم ولجميع الإعلاميين من المراسلين والصحافيين
الوافدين لتغطيته".
ومن المقرر أن يستضيف
العراق القمة العربية
التي تجمع رؤساء وملوك الدول الأعضاء في الجامعة العربية، في 29 آذار الحالي، وتعد
هذه الخطوة الحدث الدولي الأكبر الذي تنظمه البلاد منذ عام 2003، حيث شكلت أمانة
بغداد لجنة لتهيئة وتأمين المتطلبات الخاصة بمؤتمر القمة العربية وتقديم الرؤى
والأفكار والتحضيرات المطلوبة لتحسين وتطوير الواجهة العمرانية لمدينة بغداد، بما
يتناسب مع تاريخها ومكانتها بالتنسيق مع الوزارات والجهات المختصة.
وشهد العراق، الثلاثاء (20 آذار 2012)
سلسلة هجمات منسقة تزامنت مع التحضيرات للقمة، بلغ عددها 17 هجمة استخدمت فيها السيارات
المفخخة والأسلحة الرشاشة والعبوات الناسفة واستهدفت مناطق متفرقة من محافظات
بغداد وكربلاء وبابل وصلاح الدين والأنبار وكركوك ونينوى، وأسفرت عن مقتل وإصابة
ما لا يقل عن 250 شخصاً، فيما أعلنت قيادة عمليات بغداد، عن إبطال مفعول ست سيارات
مفخخة في مناطق متفرقة من العاصمة، مؤكدة اعتقال "إرهابيين" اثنين يستقلان سيارتين مفخختين غرب
بغداد.
وتبنى تنظيم القاعدة في العراق، في 21 آذار
2012، مسؤوليته عن تلك التفجيرات، مؤكداً أنها هدفت إلى ضرب خطة القمة الأمنية.
ولاقت هذه التفجيرات سلسلة مواقف منددة
واتهامات، أبرزها من قبل رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي الذي اعتبر أن
"الأعمال الإجرامية" تهدف إلى إفشال عقد المؤتمر الوطني والقمة العربية،
والقيادي في كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري حاكم الزاملي الذي اتهم بعض السياسيين
الذين قال إنهم لا يرغبون بنجاح العملية السياسية في العراق، والبعث الصدامي وبعض
الخلايا النائمة من القاعدة في
العراق بالوقوف وراءها، فضلاً عن النائب عن القائمة
العراقية طلال الزوبعي الذي طالب رئيس الوزراء نوري المالكي بتقديم استقالته على
خلفية التفجيرات واتهم الحكومة بالعجز عن تقديم أي خدمات للشعب، في وقت رد القيادي
في ائتلاف دولة القانون بزعامة الأخير ولفت إلى أن تفجيرات ليست منفصلة عن الوضع
السياسي وانعقاد القمة العربية في بغداد، معتبراً أن "الإرهاب" يلتقي في
مسعاه مع بعض القوى السياسية لإظهار
العراق بأنه بلد غير آمن لتعطيل القمة.
ودعت الكتلة البيضاء الحكومة إلى الإصرار
على عقد قمة بغداد، كما طالبت بإنزال أقصى العقوبات بحق المتورطين بأعمال العنف،
فيما انتقد نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي عدم استفادة المسؤولين الأمنيين من
التجارب والأحداث السابقة، ووصف الوضع الأمني في البلاد بـ"السيء بكل
المقاييس".
أما على الصعيد الدولي، فقد أدانت الولايات
المتحدة بشدة الهجمات واعتبرتها محاولة سافرة للمتطرفين لتقويض التقدم الذي أحرزه
الشعب العراقي، واستنكرت تركيا التفجيرات، مؤكدة دعم
العراق في سعيه إلى مكافحة
الإرهاب، كما أدانت إيران التفجيرات وأكدت دعم الحكومة العراقية في مواجهة ما
أسمتها "الأعمال الإرهابية ومؤامرات الأعداء".