السومرية نيوز/ البصرة
أعلنت وزارة الثقافة المغربية اختيار
مدينة وجدة عاصمة للثقافة
العربية بدل البصرة التي تعثرت في تنفيذ الاستعدادات والتحضيرات المطلوبة خلال الأعوام الثلاثة السابقة، فيما أعلن مجلس
المحافظة عن أمله بتتويج
المحافظة في عام لاحق.
وذكرت وزارة الثقافة المغربية في بيان اطلعت
السومرية نيوز عليه، أن اللجنة الدائمة للثقافة
العربية قررت خلال اجتماعها في
الدار البيضاء بمشاركة 16
دولة عربية اختيار
مدينة وجدة عاصمة للثقافة
العربية لعام 2018"، مبينة أن "ذلك الاختيار يعد مناسبة لإعداد برنامج ثقافي متنوع وغني يخلق حركة ثقافية بالجهة الشرقية ويفتح الفرص أمام مشاركة الطاقات والفعاليات الجهوية والمحلية للمساهمة في فعاليات هذا البرنامج".
من جانبها، قالت عضو مجلس محافظة البصرة زهرة البجاري في حديث لـ
السومرية نيوز، إن "البصرة كان من المفترض أن تتوج عاصمة الثقافة
العربية خلال العام المقبل، لكن التحضيرات والاستعدادات كانت ضعيفة وليست بالمستوى المطلوب، واللجان التي تم تشكيلها لهذا الغرض لم تكن فاعلة، وبالنتيجة تم الاتفاق مسبقاً على تتويج
مدينة عربية أخرى"، موضحة أن "وزارة الثقافة العراقية لم تكن جادة، ولم تخصص أكثر من ملياري دينار للمشروع، وكذلك الحكومة المحلية في
المحافظة لم تمنح القضية أهمية".
وأشارت البجاري إلى أن "البصرة تتطلع لأن تكون عاصمة للثقافة
العربية في عام آخر، وهذا التتويج ليس كبيرا عليها، فالبصرة كانت وستبقى
مدينة زاخرة بالإبداع والعطاء في شتى ميادين العلم والثقافة والمعرفة"، مضيفة أن "مدينة وجدة المغربية تستحق التتويج، ونأمل أن تنتهز الحدث في تأصيل التواصل الثقافي بين الشعوب العربية".
يذكر أن البصرة كانت مركزاً للثقافة والمعرفة على مدى قرون من الزمن، وأنجبت العديد من كبار العلماء والشعراء والأدباء والفنانين، وفي عام 2013 رشحت الحكومة العراقية البصرة رسمياً لتكون عاصمة للثقافة
العربية خلال عام 2018، وفي عام 2015 أعلنت وزارة الثقافة تشكيل
لجنة مشتركة مع الحكومة المحلية لمتابعة المشرع بعد موافقة المجموعة
العربية في منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) على الترشيح، وبعد ذلك تعثرت التحضيرات لضعف البنية التحتية الثقافية في
المحافظة وعدم توفر التخصيصات المالية اللازمة.
يشار الى أن (اليونسكو) هي التي تبنت مشروع عواصم الثقافة
العربية خلال اجتماع اللجنة الدولية الحكومية العشرية العالمية للتنمية الثقافية الذي عقد في بارس خلال الفترة (3-7 يناير 1995)، وقد تم إشتقاق المشروع من مشروع آخر مشابه يتولى تنفيذه الاتحاد الأوربي منذ عام 1985، وكانت القاهرة أول عاصمة للثقافة
العربية في عام 1996، بعدها تونس في عام 1997، ويهدف المشروع إلى تنشيط المبادرات الخلاقة وتنمية الرصيد الثقافي من خلال إبراز القيمة الحضارية للمدينة المستضيفة لفعاليات العاصمة الثقافية، فضلاً عن تطوير ماتقوم به المدينة من دور في دعم الإبداع الفكري والثقافي، وكذلك الانفتاح على ثقافات وحضارات الشعوب.