السومرية نيوز /
البصرة
أبدى سياسيون في محافظة
البصرة قلقهم من أن يؤدي تنامي النزعة الانفصالية في إقليم
كردستان الى وأد مشروع إقليم
البصرة الذي يراوح في مكانه منذ نحو عشرة أعوام بسبب اعتراض معظم القوى السياسية عليه.
وقال النائب السابق عن
البصرة وائل عبد اللطيف في حديث لـ
السومرية نيوز، إن "الاستفتاء على انفصال اقليم
كردستان مخالف لأحكام
الدستور والقوانين النافذة، وما يجري في الإقليم من نشاط سياسي باتجاه الانفصال يعطي إشارات للعراقيين والعالم بأن كل اقليم بإمكانه الانفصال"، مبينا أن "الاستفتاء سوف يعود بتأثيرات سلبية على تطلعات أهالي
البصرة نحو جعل محافظتهم اقليما، وسوف يرجح كفة المشككين والخائفين والمترددين حيال مشروع الاقليم".
ولفت عبد اللطيف، الذي يعد أبرز المؤيدين لإقامة اقليم البصرة، الى أن "البصرة بطبيعة الحال تختلف عن اقليم كردستان، إذ لا توجد فيها توجهات انفصالية، ولا يمكن أن تنفصل عن الجسد العراقي في كل الأحوال".
من جانبه، قال المحلل السياسي رشيد الفهد في حديث لـ
السومرية نيوز، إن "انفصال اقليم
كردستان لو تحقق فإنه سوف يتسبب بانكسار نفسي للسياسيين الطامحين الى تحويل
البصرة لإقليم"، مضيفا أن "المؤيدين لمشروع اقليم
البصرة لطالما كانوا يشيرون الى تجربة اقليم
كردستان للتأكيد على أهمية المشروع، من حيث تمتع الاقليم بامتيازات مالية وصلاحيات واسعة".
وأشار الفهد الى أن "انفصال
كردستان أمر مستبعد لأن تحقق ذلك لا يتم بقرار اقليمي من إيران وتركيا وسوريا، ثم ان القوى السياسية في الاقليم غير متفقة على الانفصال"، معتبرا أن "تأسيس اقليم
البصرة لا يقل تعقيدا، ومن أبرز التحديات التي تعترض المشروع هو أن الأحزاب والحركات السياسية الفاعلة في المحافظة قياداتها ليست من البصرة، وانما توجد في بغداد ومحافظات أخرى، وبالتالي لا يمكن أن يتحقق الاقليم قبل ظهور قوى سياسية محلية قوية لا تخضع لقيادات ومرجعيات سياسية من خارج المحافظة".
يذكر أن السياسي وائل عبد اللطيف أول من حاول جعل
البصرة إقليما بعد عام 2003، حيث تمكن بمساعدة عدد من السياسيين والوجهاء أواخر عام 2008 من الحصول على تواقيع 2% من الناخبين، وقدم طلبا رسميا إلى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات لإجراء استفتاء على تشكيل إقليم البصرة، لكن المحاولة لم تتكلل بالنجاح بسبب تعذر الحصول على نسبة 10% من أصوات الناخبين، وهي المرحلة التي تمهد في حال نجاحها لإجراء استفتاء جماهيري عام.
وخلال عام 2015 قدم سياسي آخر الى المفوضية طلبا لإقامة الاقليم مصحوبا بتواقيع 44 ألف ناخب، ثم أعلنت المفوضية عن قبول الطلب والموافقة على الانتقال الى المرحلة الثانية من مراحل تأسيس الاقليم، إلا أن تلك المرحلة لم تنفذ.
جدير بالذكر أن رئيس الوزراء حيدر العبادي عندما جاء الى
البصرة أواخر عام 2014 واجتمع مع أعضاء مجلس المحافظة طلب منهم التريث في تحويل المحافظة الى اقليم بسبب الظرف الأمني والضائقة المالية.