هدد إعلاميون وصحفيون شباب، السبت، بتنظيم اعتصام أمام
مبنى قناة العراقية للمطالبة بإلغاء المادة 14 في قانون شبكة الإعلام العراقي، معتبرين إياها "إجحافاً" بحق الصحفيين، فيما أكدوا أن
الشبكة ليست بحاجة إلى "شيوخ" لم يستطيعوا ممارسة مهامهم بشكل صحيح.
وأثارت المادة 14 في قانون شبكة الإعلام التي حددت أن يكون رئيس
الشبكة كامل الأهلية وأتم 40 عاماً، حفيظة الأوساط الثقافية والإعلامية، في حين أكد عدد من الصحافيين الشباب أن تلك المادة "تقصي" طاقات إعلامية واعدة يمكن التعويل عليها لإجراء نقلة نوعية في الإعلام
العراقي.
وقال الإعلامي زياد العجيلي، رئيس مرصد الحريات الصحفية في حديث لـ
السومرية نيوز، إن "تحديد عمر رئيس شبكة الإعلام بـ40 عاماً فيه أهداف شخصية ويقف بالضد من الكفاءات الشبابية الموجودة في الساحة الصحفية العراقية"، موضحاً أن "أغلب الصحفيين البارزين هم من الشباب".
وأعرب العجيلي عن أسفه لـ"وجود أشخاص يريدون أن تبقى الصحافة العراقية في شيخوختها"، لافتاً إلى أن "قناة العراقية بحاجة إلى طاقات شابة وليست بحاجة إلى شيوخ لم يستطيعوا ممارسة مهامهم بشكل صحيح".
وأضاف أن "العمل جار مع بعض المحامين للطعن بالقانون"، مشدداً بالقول "من الممكن أن يتم تنظيم اعتصام أمام قناة العراقية وغلق أبوابها".
من جهته، أكد الإعلامي هادي جلو مرعي لـ
السومرية نيوز، أن "قانون شبكة الإعلام
العراقي بحاجة إلى المزيد من المراجعات الشمولية داخل البرلمان"، منوهاً إلى أن "الفقرة 14 في القانون غير مقبولة ولا اعتقد أنها ستكون راجحة".
وبين مرعي أن "تحديد المدة الزمنية بهذه الكيفية فيه إجحاف لشريحة الشباب الواعدين"، مبيناً أن "الذين وضعوا هذا القانون كأنهم يفكرون بعقلية سياسية".
وتابع أن "الاستقلالية أمر مهم بالنسبة لشبكة الإعلام لأن ارتباطها بالبرلمان فيه شكل من أشكال المحاصصة السياسية والطائفية وبالتالي فان ذلك سيشكل عامل ضغط على الشبكة"، داعياً إلى ضرورة أن "تكون
الشبكة هيئة مستقلة بعيدة عن التنازع".
في غضون ذلك، يشير الصحفي أحمد الربيعي في حديث لـ
السومرية نيوز، إلى أن "بعض مواد وفقرات قانون شبكة الإعلام
العراقي الذي اقره المجلس التشريعي فيه علامات استفهام عديدة، لاسيما الفقرة 14 والتي تقضي بعدم ترشيح الشباب لمنصب مدير في
الشبكة إلا بعد تجاوزه عامه الأربعين".
وأوضح الربيعي، أن "تجارب الإعلام والصحافة العراقية ما بعد 2003 أثبتت بالدليل القاطع، تفوق شريحة الشباب على أقرانهم ممن عاصروا هذه المهنة قبيل التغيير، من الناحية المهنية والفنية والتعمق بالإعلام الحديث القائم على تجاوز مرحلة الكلاسيكية".
وواصل الربيعي قائلاً، إن "غالبية المؤسسات الإعلامية الدولية تعتمد بشكل أساس على شريحة الشباب، حتى في إدارة كبرى الفضائيات أو الإذاعات أو الصحف، وبالتالي عملية استبعاد الشباب عن جسد شبكة الإعلام والإدارة والمراكز الحساسة ستبقيها في ظل نمط جامد غير متجدد، في الوقت الذي تعد فيه مثل هذه القرارات مثبطة لشريحة الشباب بشكل كبير".
من جهته، لفت مدير عام إحدى المؤسسات الإعلامية طلب عدم ذكر اسمه، إلى أن "التعامل مع الصحافيين الشباب أفضل من التعامل كبار السن، كونهم أكثر تعاطياً مع الحدث ولديهم مرونة وسرعة في نقل الأحداث".
وكان رئيس الجمهورية فؤاد معصوم صادق في (28 تموز 2015)، على قانون شبكة الإعلام
العراقي الجديد.
واعتبر النائب عن التحالف الوطني عباس الخزاعي في (31 أيار 2015)، أن مجلس النواب خالف قرارات المحكمة الاتحادية بإقراره قانون شبكة الإعلام العراقي، فيما كشف عن عزم عدد من أعضاء المجلس الطعن في القانون لدى المحكمة الاتحادية لغرض إعادته للحكومة.
وأكد عضو مجلس الأمناء في شبكة الإعلام
العراقي مجاهد أبو الهيل في (30 أيار 2015)، قانون شبكة الإعلام
العراقي بأنه "ارتجالي"، وكتب بطريقة "مصلحية" وتفتقر إلى "الاستقلالية والمهنية"، فيما تشير مصادر مطلعة إلى أن لجنة الثقافة والإعلام النيابية وضعت شرط العمر في القانون لإبعاد أبو الهيل عن منافسة المدير العام لشبكة الإعلام محمد عبد الجبار الشبوط.