السومرية نيوز/
بغداد
اكد
نائب رئيس الجمهورية اسامة النجيفي، الثلاثاء، ان
معركة تحرير
نينوى لم تلق الاهتمام المطلوب، مشيرا الى وجود تقصير في تسليح ابنائها، فيما اعتبر ان "الالتفاف" على فقرات وبنود الاتفاق السياسي ضربة للمصالحة الوطنية.
وقال النجيفي في بيان صدر بمناسبة الذكرى الأولى لسقوط محافظة نينوى، وتلقت
السومرية نيوز، نسخة منه، انه "في هذا اليوم وبمناسبة الذكرى المشؤومة، لابد من وقفة شجاعة عمادها معالجة الأخطاء والانطلاق بعزم نحو التحرير"، مبينا ان "داعش رمزا، وطاقة عدوانية على الأرض والإنسان، لم يسلم من شرورها شاخص حضاري، ولا مقام لنبي، ولا جامع أو كنيسة، ولا آثار يمتد زمنها إلى ما قبل التاريخ، ولم يسلم شيخ أو طفل أو امرأة، فكانت تدميرا حقيقيا لذاكرة الإنسان وهويته".
واضاف النجيفي ان "الفعل التدميري لم يكن مختصا بنينوى، بل امتد إلى ديالى وصلاح الدين والأنبار وكركوك، وفعل يستهدف الإنسان العراقي في أية بقعة من أرض العراق، بل يتجاوز ذلك إلى استهداف القيم والمبادئ الإنسانية في العالم أجمع".
وتابع النجيفي "لقد كانت الآمال كبيرة بعد تشكيل حكومة العبادي، وكانت تتسع لتحيط بما يأمله المواطن العراقي في تحقيق نهضة تستجيب لنداء
التحرير وتلبي طموحاته في وطن آمن ومستقبل مشرق، لكن الآمال الكبيرة سرعان ما خبت وتلكأت عبر مسوغات أساسها عدم توفر الثقة والتردد وهواجس أطراف سياسية وضعت العصي في دواليب حركة الحكومة بهدف منعها من تحقيق انجازات على وفق حسابات تبتعد عن حاجات المواطنين وأهدافهم".
واوضح النجيفي "لذلك عانت فقرات وبنود الاتفاق السياسي الذي تشكلت الحكومة في ضوئه من ولادة عسيرة لبعضها وما زالت غالبية الفقرات تخضع إلى عمليات جوهرها الالتفاف على المضمون الأصلي لها وفي هذا ضربة للمصالحة الوطنية، وتقوية للاتجاه المضاد لمصالح المواطنين".
واعرب النجيفي عن اسفه لـ"بعض سياسات الحكومة السابقة بالاستهداف السياسي ما زالت قائمة، وما زالت أجواء القلق وعدم ثقة مواطني المناطق المحتلة بما ستؤول عليه الأمور قائمة أيضا، ولابد من تطمينات تضمن عدم عودة المظالم السابقة التي شهدتها هذه المناطق، وأن يكون قرار المستقبل بيد الحكومات المنتخبة وبما يتفق مع الدستور، وتوفير مستلزمات
التحرير كافة لأبناء المناطق المحتلة، فالتحرير حق وواجب، وهم أقدر من غيرهم على تحقيقه، لأنهم من اكتوى بنار داعش، وعاش يومها الأسود".
ولفت النجيفي الى ان "معركة تحرير
نينوى لم تلق للأسف الاهتمام المطلوب، ما دفع أبناء الموصل إلى الاعتماد على أنفسهم في تهيئة المتطوعين وفتح معسكرات
التحرير ومواصلة التدريب، دون دعم يرتقي إلى الأهمية الاستثنائية التي تشكلها نينوى، وبرغم الأصوات التي تعلو ليل نهار بضرورة التسليح والدعم فما يزال التقصير قائما، بل أن هناك بعض الأصوات الموتورة تحاول التشكيك بالفعل القتالي والاستعدادات لمعسكرات تحرير نينوى، ما يقدم خدمة مباشرة لأعداء الوطن".
واوضح النجيفي ان "تحرير
نينوى لن يكون إلا بيد أبنائها، فهم يمتلكون من القوى البشرية ما يشكل فخرا لتاريخ من المآثر والبطولات، وهم متحدون في كتائب جاهزة للدفاع عن أرضهم ودحر قوى الظلام التي يمثلها داعش، إنهم بانتظار السلاح، بانتظار ما يقوي زندهم في المواجهة المصيرية، وهي مسؤولية الحكومة، ومسؤولية قوى الخير التي أجمعت أن
داعش تهديد للجميع".
وشدد النجيفي على ان "مسؤولية سقوط الموصل يتحملها من كان مكلفا بحمايتها، أما ترك شعب
نينوى الأعزل ليواجه قوة سوداء في الوقت الذي تخلت عنه فرق وألوية وأفواج، فهو أمر يفوق قدرة التفكير السليم على استيعابه أو تبريره بأي شكل من الأشكال، ولم يكن الأمر مقتصرا على الموصل، فما حدث في صلاح الدين والأنبار هو استمرار لذات المنهج الفاشل، ما يوجب على الحكومة وعلى السيد القائد العام تداركه سريعا، والعمل على هيكلة الجيش بما يؤهله لأداء واجباته الوطنية المقدسة".
وتابع انه "في هذه الذكرى الأليمة، تبرز مأساة النازحين والمهجرين بأقسى صورها، فهم ضحايا أبرياء يدفعون ثمنا باهضا لرفضهم لداعش، ويشهدون تقصيرا واضحا من قبل أجهزة الدولة، وتقصيرا من المجتمع الدولي تجاه ما يعانونه من ظروف صعبة في حياتهم اليومية التي تفتقد أبسط شروط العيش الكريم".
واستدرك النجيفي "إننا ندرك إن الحل النهائي يكمن في عودتهم إلى مدنهم وقصباتهم بعد دحر
داعش وإعادة تأهيل البنى التحتية وشروط الحياة لهم، وهذا يدعونا جميعا إلى التكاتف من أجل القضاء النهائي على الإرهاب، وفي الوصول إلى هذا الهدف الوطني الكبير لابد من رعاية استثنائية للنازحين للتخفيف من مأساتهم ومعاناتهم".
واكد النجيفي على ان "تحرير
نينوى يعني كسر ظهر الإرهاب، ويعني سقوط الهالة المزيفة التي صنعت حول داعش، لذلك فإن أمام أبناء
نينوى الأصلاء مهمة تاريخية سينحني العالم أمامها وهي تخليص المجتمع الدولي من شرور منهج معادٍ للإنسانية".
وأعلن القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، الثلاثاء (2 حزيران 2015) عن بدء عمليات تحرير
نينوى من سيطرة تنظيم "داعش"، مشيراً إلى توجه قطعات عسكرية نحو المحافظة، فيما اعتبر أن القوات العراقية لم "تنكسر" بسبب قتالها ضد التنظيم في محافظة الأنبار.