السومرية نيوز/ البصرة
أبدت وزارة الشباب والرياضة، السبت، تفاؤلها بإستضافة البصرة لبطولة كأس الخليج بنسختها الثالثة والعشرين، وأعلنت سعيها لانجاز
المدينة الرياضية وإكمال التحضيرات المتعلقة باستضافة البطولة، فيما أكدت الحكومة المحلية في
المحافظة أنها بصدد تنفيذ عدد من المشروع المتعلقة باستضافة البطولة، بما فيها إنشاء طرق وجسور جديدة.
وقال الوزير عبد الحسين عبطان في مؤتمر صحافي عقده بموقع
المدينة الرياضية وحضرته "السومرية نيوز"، إن "العراق سوف يبذل أقصى ما بوسعه لاستضافة
بطولة خليجي 23 في محافظة البصرة، وسوف نشكل
لجنة عليا لهذا الغرض"، مبيناً أن "العديد من الرسائل الإيجابية وصلتنا من الاتحادات الكروية الخليجية بهذا الشأن".
وأكد عبطان أن "من الأمور الضرورية لاستضافة البطولة بنجاح انجاز
المدينة الرياضية، وهي ليست مشكلة كبيرة، كما ان الوزارة عازمة على التعاقد مع شركة كبيرة متخصصة بإدارة الملاعب والمنشآت الرياضية لتتولى إدارة وتشغيل المدينة"، مشيرا الى أن "المدينة الرياضية سنقوم بإفتتاحها رسمياً تزامناً مع مناسبة المولد النبوي في العام المقبل".
ولفت وزير الشباب والرياضة الذي إفتتح مكتباً مؤقتاً له داخل
المدينة الرياضية الى أن "الوزارة تخطط لإفساح المجال أمام القطاع الخاص لينفذ مشاريع تجارية داخل
المدينة الرياضية تكون بصيغة الإستثمار"، معتبراً أن "المدينة الرياضية بعد انجازها يفترض أن لا ينظر لها كصرح
رياضي فقط، وانما ينبغي أن تكون أيضاً أحد الموارد الاقتصادية للبصرة".
من جانبه، قال محافظ البصرة ماجد النصراوي خلال المؤتمر إن "البصرة ليست جاهزة حالياً لاستضافة
بطولة بمستوى
بطولة كأس الخليج، إلا أن الحكومة المحلية عازمة على تلبية متطلبات إقامة البطولة قبل موعدها"، موضحاً أن "الحكومة المحلية بصدد تنفيذ مشاريع حيوية تشمل إنشاء عدد من الطرق والجسور، فضلاً عن تنظيف وتاهيل الأنهار، ولو تم إستثناء تلك المشاريع من قانون الموازنة لدخلت حيز التنفيذ خلال فترة زمنية قصيرة".
وأشار النصراوي الى أن "الحكومة المحلية تشجع القطاع الخاص على تنفيذ مشاريع استثمارية لبناء فنادق ومطاعم سياحية استعداداً لاستضافة البطولة"، معتبراً أن "دور القطاع الخاص لا غنى عنه في هذا المجال، ولهذا نخطط لتقديم قروض للمستثمرين الراغبين ببناء فنادق ومطاعم سياحية وفق معايير وشروط معينة".
وقبيل إقامة المؤتمر الصحافي عقد اجتماع في موقع
المدينة الرياضية حضره الوزير عبد الحسين عبطان والمحافظ ماجد النصراوي ومدير الشركة المنفذة للمدينة الرياضية عبد الله عويز الجبوري، وخلال الاجتماع تلقى الأخير إتهامات بالتقصير في تنفيذ المشروع، منها إتهام المحافظ له ببناء مجسر قرب
المدينة الرياضية قبل الحصول على موافقات رسمية وبالرغم من إعتراض مديرية البلدية على المشروع، ورد مدير الشركة على تلك الاتهامات بالقول "لم أباشر بتشييد المجسر قبل الحصول على موافقات"، وحاول أن يستعين بالمهندس المقيم علي الموسوي لتأكيد كلامه إلا أن رد الموسوي جاء مخيباً لآمال مدير الشركة عندما قال "لم تصدر موافقات رسمية".
وحول ذلك قال مستشار محافظ البصرة لشؤون المشاريع عبد الكريم الرومي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الاجتماع الذي سبق المؤتمر الصحافي تمخض عن إيجاد حلول لمشاكل تتعلق بمشروع
المدينة الرياضية، منها مشكلة إنشاء مجسر قيد التنفيذ قرب موقع المدينة"، مضيفاً أن "المجسر يتعارض موقعه مع حزمة أنابيب ناقلة للنفط، ولهذا تقرر تعديل تصميم المجسر".
وكان العمل في مشروع
المدينة الرياضية في البصرة إنطلق في الخامس عشر من تموز 2009، فيما يعد محافظ البصرة السابق محمد الوائلي الذي أغيل في العام الماضي أول من دعا الى بناء
المدينة وبيده وضع حجر أساسها، ويشمل المشروع الذي تبلغ كلفة مراحله الأساسية نحو 550 مليار دينار إنشاء
مدينة رياضية تتضمن ملعباً دولياً يتسع لـ 65 ألف متفرج أطلق عليه اسم "ملعب البصرة الدولي"، ويعرف أيضاً باسم "ملعب جذع النخلة"، إضافة إلى ملعب ثانوي يتسع لـ 10 آلاف متفرج أطلق عليه اسم "ملعب الفيحاء"، علاوة على أربعة ملاعب ثانوية للتدريب يتسع كل واحد منها لـ500 متفرج، وثلاث قاعات رياضية لألعاب خماسي الكرة والسلة والطائرة، وثماني عمارات سكنية لإقامة وفود الفرق الرياضية، وتتكون كل عمارة من ستة طوابق.
وتبلغ مساحة
المدينة التي لم تنجز لغاية الآن جميع منشآتها ومرافقها 580 دونماً، وتقع على بعد 10 كم الى الغرب من مركز
مدينة البصرة، وتحتوي على 18 بوابة خارجية كبيرة، كل واحدة منها تحمل اسم محافظة عراقية معينة، وتفيد التصاميم الأساسية للمشروع والتي أعدتها شركة هندسية أمريكية ودققتها وفقاً لعقد منفصل شركة استشارية بريطانية، احتواء
المدينة على بحيرة صناعية على شكل خارطة
العراق تحيط بالملعب الأولمبي، وكذلك حدائق وأماكن للاستراحة ومواقف للسيارات، ومستوصف للطب الرياضي، ومسبح أولمبي مغلق، وبنية خدمية متكاملة من ضمنها محطة لتوليد الطاقة الكهربائية، ومحطة لمكافحة الحرائق.
وكان الهدف الأول من بناء
المدينة الرياضية في البصرة هو استضافة
بطولة كأس الخليج بنسختها الحادية والعشرين في عام 2013، إلا أن رؤساء الاتحادات الكروية الخليجية قرروا خلال اجتماع عقدوه في دولة الكويت في 31 تشرين الأول 2011 نقل البطولة إلى البحرين لعدم توفر بنية تحتية جيدة في
العراق تؤهله لاستضافة البطولة التي تعد أهم
بطولة كروية في منطقة الخليج، ولنفس السبب قررت رؤساء الإتحادات الخليجية نقل البطولة بنسختها الثانية والعشرين في العام الماضي 2013 الى
مدينة جدة السعودية، وأثار القرار امتعاضاً عراقياً حكومياً وشعبياً، فيما يطمح
العراق الى استضافة البطولة بنسختها الثالثة والعشرين، وهو طموح يصطدم بعقبات وتحديات كثيرة وكبيرة.